نجح معلم سعودي ومجموعة من طلابه في استصلاح جزء من فناء مدرستهم وتحويله إلى حقل زراعي منتج، يعكس مفهوم ربط المنهج الدراسي بالحياة اليومية، ويعود على الأبناء بالنفع من خلال صقل قدراتهم المهنية وإثرائها. عن فكرة المشروع يقول الأستاذ صلاح سالم الزهراني، معلم التربية المهنية بثانوية السروات بالباحة والمشرف على مشروع (حقل السروات): تتلخص الفكرة في استصلاح جزء من فناء المدرسة الخارجي واستثماره في زراعة عدد من المنتجات حسب مواسم زراعتها المتعارف عليها، وذلك كمشروع عملي مستمر طوال العام الدراسي يهدف إلى تدريب الطلاب وتنمية مهاراتهم في مقرري التربية المهنية والأحياء. ومن المقرر زراعة عدد من الورقيات في موسم المشروع الأول، ثم زراعة الخيار والجزر والطماطم والبامية والفاصوليا في الموسم الثاني إن شاء الله.
وأضاف الزهراني: المشروع يهدف إلى إكساب الطلاب بعض المهارات في مجالات الزراعة وبيع وتسويق المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى توجيه الأبناء إلى طرق الكسب وتحقيق الربح. كما أن المشروع ينمي شخصيات الطلاب ويكسبهم الثقة بالنفس ويعزز عندهم روح عمل الفريق الواحد.
ومن أهداف المشروع أيضاً، كما يرى "الزهراني"، ربط التجارب العملية بالجانب النظري في مقرر مادة الأحياء، وتعويد الطلاب على تحمل مسؤوليات العمل، والخروج عن المألوف في مشاريع المقررات الدراسية، بالإضافة إلى تزيين فناء المدرسة واستغلاله بشكل أمثل.
وأكد "الزهراني" أن للمشروع هدفاً إنسانياً سامياً؛ إذ سيتم توزيع الفائض من الإنتاج على أسر الطلاب المشاركين.
وعن آلية العمل أبان "الزهراني" أنه تم استئجار معدة لحرث الأرض وعدد من الأدوات الخاصة بالزراعة والبذر والأسمدة، وذلك تحت إشراف معلمي الأحياء. كما تم تقسيم الأرض (125 متراً مربعاً) إلى حقول صغيرة لتستوعب جميع المحاصيل المراد زراعتها؛ ومنها: الجرجير، والكراث، والبصل الأخضر، والثفا، والبقدونس، والكزبرة، والنعناع، والخس، وغيرها.
وأتم: بعد ذلك جرى تقسيم الطلاب إلى مجموعات، ثم كُلفت كل مجموعة بعمل جزئية في عملية استصلاح الأرض، إذ أنيط بمجموعة تنظيف الأرض وإعدادها للزراعة، وأخرى كلفت بالإشراف على عملية توريد المياه والري، فيما تولت ثالثة التخلص من الحشائش غير الضارة، وهكذا، أما في مرحلة الحصاد، فسوف يعاد تقسيم الطلاب إلى مجموعات لتتولى عملية تسويق المنتجات داخل المدرسة وخارجها، وسوف يستمر العمل في المشروع خلال الفصول الدراسية المقبلة مع تغيير المنتجات، وتبادل مهام المجموعات الطلابية لتعم الفائدة.