شن مصورو ومنتجو الأفلام القصيرة المشاركون في ملتقى المصورين هجوماً حاداً على وزارة الثقافة والإعلام حيال ما أسموه "تراخي" الوزارة وعدم جديتها في تطبيق قوانين حماية الملكية الفكرية على إنتاجهم المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي. وطالب المصورون خلال ورشة عمل "وسائل التواصل الاجتماعي نافذتك للانتشار" والتي أدارها الصحافي والإعلامي فالح الذبياني طالبوا وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبد العزيز الخضيري ببذل ما يكفي من الجهد لحماية حقوقهم الفكرية، مؤكدين أن مؤسسات إعلامية وشخصيات شهيرة تمتد يدهم إلى صورهم ومقاطع الفيديو التي ينتجونها دون الإشارة لهم أو أخذ موافقة بتداول هذه الصور.
وأكد رئيس قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور خالد بن فيصل الفرم في ورقة عمل عن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نشر المحتوى الذي ينتجه المصورون وصناع الأفلام القصيرة، أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني تحظى بمتابعة كبيرة وعالية على مستوى الوطن، إذ يتجاوز عدد متابعي فيسبوك وتويتر أكثر من 8 ملايين شخص يومياً، ينشرون ملايين الصورة ويتداولون ملايين مقاطع الفيديو، مبرزاً المكانة الكبيرة لليوتيوب في المملكة والتي يتجاوز عدد المشاهدات اليومية أكثر من 90 مليون مشاهدة في اليوم الواحد.
وأشار الدكتور الفرم إلى أهمية استثمار هذا الفضاء الإعلامي الكبير ونشر نتاجهم ليصل إلى العالم أجمع، ومرحباً بالتعاون مع المصورين الهواة والمحترفين ممن يريدون المساعدة الفنية والاستشارات من خلال قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمام محمد بن سعود، مؤكداً أن الجامعة بيت خبرة تفتح ذراعيها لكل من يريد العون والاستشارة ليسير على الطريق السليم في نشر محتواه إلكترونياً.
من جانبه بين الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي أمجد المنيف أهمية وسائل التواصل الاجتماعي والأسس والاستخدامات المثلى لها، مؤكداً أن الإعلام الاجتماعي أصبح مصدر دخل كبير ومورداً مالياً جيداً، وأصبح معرضاً مفتوحاً يستطيع كل العالم الاطلاع على ما يحتويه من صور وأفلام قصيرة، مورداً حقائق وأرقام عن واقع تطبيق الانستجرام والمتخصص في الصور، مؤكداً أن متابعي انستجرام حول العالم يتجاوزون 300 مليون متابع نشط شهرياً ويتداولون أكثر من 70 مليون صورة في اليوم الواحد، والمملكة غنية بتراثها ومواردها وجماليات طبيعتها، وتطرق إلى بعض الأسس الفنية التي يفترض على المصور استخدامها لضمان وصول صوره إلى أكبر شريحة من المهتمين حول العالم.
فيما تطرق مؤسس شركة سماءات وحساب هاشتاق السعودية راكان الفايزي إلى القوة التي تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية استثمارها من قبل المصورين الهواة، داعياً إلى أن يستثمر المصورون ولو بمبالغ بسيطة في هذه الشبكة العالمية ونشر منتجاتهم وعرضها لأكبر جمهور ومن ثم بيعها لتحقق عوائد مالية كبيرة.
وأضاف الفايزي أنه لم يعد المصور محتاجاً لمعرض متنقل ينفق عليه آلاف الريالات، فضلاً عن تكاليف الشحن والنقل للصور، اليوم يستطيع كل مصور أن ينشئ له متجراً على شبكة الإنترنت أو تطبيقاً أو حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مردود مالي كبير فضلاً عن الجمهور الذي يستهدفه والذي لم يعد مقيداً بمدينة أو دولة بل جمهور العالم كله.
واعتبر الفايزي أن تويتر هو النافذة الإخبارية الأولى في المملكة حيث يتابعها أكثر من 284 مليون مستخدم نشط حول العالم شهرياً وهو رقم كبير يكشف لنا حجم سوق الإعلام والنشر الإلكتروني وهو ما لم تعد تستطيع القيام به المؤسسات الإعلامية.
وفي نهاية الجلسة تم فتح باب النقاشات تركزت حول أهمية الحقوق الملكية للصورة وتعرض الكثير منها للسرقة والتداول دون إذن مسبق إضافة إلى التشويه الذي تتعرض له لتغيير هويتها، حيث أكد المحاضرون على أهمية تطبيق الأنظمة الخاصة بالحقوق الفكرية بكل صرامة لحماية المنتجات، وأن قنوات التواصل الاجتماعي تصون حقوق الملكية الفكرية ويمكن للمتضرر إرسال بلاغ للشركات المالكة لهذه الحسابات ليتم إزالة الضرر عند التحقق من وقوعه، كما دعوا جميع المصورين إلى ضرورة توثيق حقوقهم بالطرق المهنية والقانونية وإنشاء جمعيات مهنية لتأهيلهم في هذا الجانب وتعزيز حضورهم على المستوى المحلي والدولي.