أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، نائب رئيس مجلس الأمناء، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن معمر؛ أن مركز الملك عبدالعزيز في طريقه إلى الانتقال من مرحلة التنظير والتوصيات والاقتراحات والنتائج، إلى مرحلة التطبيق والتنسيق، وذلك بعد مرور أكثر من عشر سنوات على تأسيسه. جاء ذلك في حديث إذاعي شامل أدلى به للبرنامج الأسبوعي مساحة في ساعة الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة؛ حيث بيّن المعمر في مطلع حديثه أن هذا المشروع قصد به خدمة الدين وخدمة الوطن، سواء كان لقاء (الغلو والتطرف وآثارها على الوحدة الوطنية) الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أو مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فكل هذه الجهود في كلٍّ من هذين المسارين المحلي والدولي تسعى إلى خدمة الدين وخدمة ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خدمة لهذا الدين.
وأشار مستشار خادم الحرمين الشريفين إلى أنهم يعملون على عدة مستويات المستوى الداخلي من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وكذلك المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية، وأما المستوى الخارجي فمن خلال النشاطات المتعددة في مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي هو مؤسسة عالمية أُنْشِئَتْ بعلاقة مباشرة مع الأممالمتحدة، وبشراكة أيضًا بين المملكة وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا وعضوية الفاتيكان كعضو مراقب.
وعن تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتقييمه لعشر سنوات خلت من تاريخ تأسيس المركز، قال ابن معمر: المسؤولية مشتركة وليست محددة في جهة واحدة، ولكننا أيضًا من واقع الأمانة التي وُكلت إلينا في هذا المجال فإنني أريد أن أقول: إن السنوات العشر الماضية، ومن خلال التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين مؤسس هذا المشروع الوطني، بأن يكون الحوار طبعاً من طباع المجتمع السعودي وأسلوب حياة؛ فسعينا من خلال الأعمال التي نقوم بها إلى نشر ثقافة الحوار بالتعاون مع الجهات المتعددة، ومنها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الثقافة والإعلام؛ لذلك فإن هذا المشروع نريد أن يتم من خلال ثلاثة أضلاع: المسجد، والمدرسة، والأسرة، وعندما تتضافر هذه الجهود وينسق بينها وتوحد رسائلها ووسائلها، فإن النتائج ستكون جيدة.
وفيما يتعلق بقياس فعالية ما يطرحه المركز ورجع صداه، أكد أنها تقاس من خلال جهة محايدة تعاقدنا معها لقياس ما حقق المركز وما حقق من توصيات، وطموحاتنا كبيرة، لكن ما أنجز لا يستهان به، ونعتقد بأنه تحقق الكثير؛ والمركز يضع الآن تصورًا لنقلة نوعية في طريقة عمله، بحيث يتم الانتقال من مرحلة التنظير والتوصيات والاقتراحات والنتائج إلى مرحلة التطبيق والتنسيق، فنحن حقيقة نستعد لهذه المرحلة، ونعرف أن طموحات المتابعين هي كبيرةٌ جدًّا ولهم الحق فيها .
وختم ابن معمر بقوله: إن هذا المشروع يعتبر من المشاريع الرائدة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين قبل سبع سنوات، عندما أعلن عن المبادرة وخلال السنوات السبع التي قطعتها المبادرة بإشراف رابطة العالم الإسلامي، والمتابعة والدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين استطعنا إنجاز الكثير عبر إقناع العالم بأن الإسلام دين سلام ومحبة، ومن خلال الشراكات مع القيادات الدينية والنخب والمؤسسات العالمية.