أُقيمت أمس في معرض أرامكو بالظهران فعاليات "تيد إكس الظهران"، بمشاركة 14 شخصية بارزة، تحدثوا عن تجاربهم الشخصية في مجالات إبداعية تقنية وتطوعية عديدة. وقد عُرضت عشر فقرات في المؤتمر باللغة العربية، وأربع فقرات باللغة الإنجليزية، كما ظهرت بعض الانتقادات في البرنامج الاجتماعي "تويتر" ضد عرض فقرات باللغة الإنجليزية في بلد عربي. ويقول أحد منظمي المؤتمر في حديث ل "سبق" إن أغلب الفقرات عُرضت بالعربية، وإن أربعة من المنظمين فضلوا أن يلقوا فقراتهم بالإنجليزية؛ لعلاقة اللغة بتجاربهم ومشاريعهم. وقال عضو مجلس الشورى نجيب الزامل في حديث خص به "سبق" في ختام المؤتمر: "تصور أن شباباً يأتون من الصباح إلى الرابعة عصراً. لقد قلت مَنْ يستطيع الصبر على برامج خطابية لمدة ثماني أو تسع ساعات؟ والغريب أني وجدت السر؛ حيث إن الذين أتوا من الساعة الثامنة إلى الرابعة لم يشعروا بالملل، بالعكس المتعة متواصلة، والسبب أن طريقة الإلقاء مختلفة، والمواضيع مختلفة وكذلك تنوع المواضيع، ثم إن في كل كلمة هناك شيء جديد لم نسمع به من قبل، فالآن عرف الناس معنى تيد إكس، والجميل أن تيد إكس دائماً باللغة الإنجليزية مثل التوست ماستر، والآن الحمد لله تيد أصبح يتكلم باللغة العربية، وهذا شي جميل". وحول جدلية اللغة التي من المفترض أن تظهر بها الفعالية يضيف الزامل: "اللغة العربية موصلة، وهذا ليس تعصباً ضد لغة معينة. نقول إن اللغات مهمة، وتعلم اللغات العالمية مهم جداً، لكن نحن الآن في تيد اكس في مكان عربي، ومستمعوك عرب، ونحن في بعض الأحيان نصعب من اللغة العربية، والعيب ليس في اللغة وإنما في القائمين على اللغة". وأضاف "كان بودي أن يكون تيد اكس اليوم مائة في المائة عربياً، ونحن نفهم أن البعض ما يتقن العربية، حتى بعض السعوديين؛ حيث ذهبوا وهم شباب صغار لأمريكا، واللغة الإنجليزية سهلة الاستيعاب، وحينما تدرس باللغة الانجليزية وليس لديك حصيلة للغة العربية قوية يحدث أن تستعين باللغة الأجنبية، ونأمل أن تقوى اللغة العربية في برامج مثل هذه، وبدون لغة الوعظ يعرف الناس أن اللغة العربية لغة عصرية وقادرة على نقل لغات العصر وآلياته وأحداثه". وقد ابتدأت الفعالية بعرض فيديو خاص ب" تيد" عرّف الجمهور بالمؤتمر العالمي الشهير وبعض مقاطع المؤتمر الرئيسي الذي يُقام في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم بدأ أول الضيوف وهو الدكتور صالح الشبل بطرح تجربته في الفصول الدراسية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعرض الدكتور الشبل في بداية حديثه صورة لمدرسة كتب عليها "المدرسة معروضة للبيع مع المديرة"، ثم شرح بعدها تجربته وكيف عمل على تغيير الصورة النمطية في الفصل الدراسي وتحويلها إلى صورة عصرية ومحببة للطالب، وكيف أنه يطلب من طلبته الإفطار صباحاً والابتسامة، وعرض كيفية استخدام التقنية في التواصل بينه وبين طلابه خصوصاً في الموقع الاجتماعي "تويتر". وتحدث بعده المهندس الإندونيسي عارف عزيز عن تجربته في إندونيسيا، وعرض صوراً من الحياة هناك. وعارف عزيز هو أحد أهم المهتمين بتيد في إندونيسيا، وأقام هناك مؤتمرات عدة. ثم تحدث الدكتور سالم الديني عن تجربته التطوعية وتشجيع والده له. بعد ذلك تحدث المهندس الكفيف مهند أبو دية عن تجربته منذ طفولته إلى أن فقد بصره في حادث سير. وكانت لحظات إلقاء المهندس أبو دية كلمته مؤثرة جداً، ولاقت تصفيقاً حاراً من الجمهور. وتناول الأستاذ عبدالعزيز الدليجان - وهو رئيس توست ماستر في المنطقة الشرقية - تجربته ونشاطاته في تعريب توست ماستر وإنشاء نوادي خطابة في العالم العربي باللغة العربية على غرار التجربة الإنجليزية لتوست ماستر. أيمن مفتي أظهر إبداعاً في شرح طريقته في حل المشكلات التي تتعلق بالشركات، وأظهر تجارب عدة حدثت له في أرامكو ومايكروسوفت. وتحدث عبدالرحمن السحيباني عن تجربته في العمل الحر والطريقة الصحيحة للانتقال من العمل الوظيفي للعمل الحر، ثم أتى حديث المهندس عصام الزامل عن عشرة طرق مهمة لإفشال مشروعك وكيفية تجنبها. أما المخرج الكرتوني مالك نجر فتحدث عن أعماله الكرتونية وبدايته من جهاز صغير في بيته حتى وصل للفضائيات. وظهر المنشد سمير البشيري في كلمته ليحكي قصته مع التقنية إلا أن مداخلته تخللها مقاطع إنشادية منه؛ ما دفع البعض للحديث بأن فقرة البشيري لم يكن لها علاقة بفعالية تيد التي تعنى بنشر الأفكار، كما عرض البشيري بطريقة تسويقية تطبيقات في برنامج الآي فون لمن يريد التواصل معه وسماع مقاطعه ونغماته.
وفي فقرة مميزة عرض الزميل محمد الدغيلبي برنامجه التطوعي في مجموعة حياة مع الأيتام، ودور الإيواء والتربية الاجتماعية، كما أن الأستاذ عمر عثمان تحدث عن تجربته في فطور الناجحين، وعرض فيلماً لاقى ترحيباً من الحضور، وكذلك تحدث المخرج السينمائي بدر الحمود عن أهمية الصورة وثقافتها في حياتنا، داعياًً إلى نشرها ونشر ثقافة السينما والفيديو وأهميتها. وفي نهاية الفقرات تحدث عضو مجلس الشورى السعودي نجيب الزامل حديثاً فكاهياً تخللته إشارات مهمة عن دور الشباب في التغيير والنهوض بالمجتمع، وأنه انبهر مما قدمه الشباب في فعالية تيد. يُذكر أن مؤتمر تيد مؤتمر سنوي يُقام في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويهتم بنشر الأفكار التي تستحق التقدير والاهتمام في مجالات متعددة، من ضمنها التقنية والتصميم والترفيه, وتُطرح في المؤتمر المواضيع التي تغطي العلوم، الفنون، التصميم، القضايا العالمية، العمارة، التقنية وغيرها. ويأتي المتحدثون من أماكن متعددة في العالم، ومنهم من لهم مناصب عليا على الصعيد العالمي كرؤساء الدول والإعلاميين والحاصلين على جوائز نوبل وغيرهم. وكان من أشهر من تحدث في تيد الرئيس السابق للولايات المتحدة بيل كلينتون ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس. كما يُذكر أن فكرة تيد بدأت في عام 1984، وأصبح المؤتمر يُستضاف حالياً من قِبل مؤسسة Chris Anderson غير الربحية.