ما إن انطلقت حملة "الفرق واضح" المصاحبة للأمر السامي القاضي بضرورة تطبيق العزل الحراري في المباني، بهدف خفض استهلاك الطاقة، إلا وتساءل المواطنون عن مصير المباني القائمة والقديمة، وهل هي بمعزل عن القرار أم يشملها النظام الإلزامي؟ وإجابةً عن تلك التساؤلات التقت "سبق" المختصين الذين وضحوا للقراء ذلك. وكشف عضو فريق المباني التابع للمركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المهندس عادل البقمي، أن أصحاب المباني القائمة لا يمكن إلزامهم حالياً، لكن هناك حالتَيْن، الأولى: صاحب المنزل الذي يرغب في الترميم أو التعديلات أو الإضافات، فهو ملزم بالعزل، ويطبق عليه النظام الجديد، ولا يمكن أن يستخرج رخصة دون ذلك.
الحالة الثانية: أي صاحب منزل يرغب في العزل الحراري بإمكانه ذلك عن طريق نظم العزل الخارجي والداخلي للجدران؛ إذ هناك طريقة غير مكلِّفة إن أراد العزل من الخارج، أو عن طريق ألواح جبسية بسماكة أقل توضع داخل المنزل، ولا تؤثر على مساحة الغرفة. كما أن النوافذ الزجاجية يستطيع عزلها إما بالتغيير أو تظليلها وفق مواصفات متوافرة في السوق.
من جانبه، أكد عدد من المهندسين والمقاولين أن تكلفة عزل المباني القائمة، التي تفتقر للعزل الحراري، لا تعتبر أمراً مكلفاً في ظل توافر المواد التي تتيح ذلك بأسعار ملائمة في السوق السعودية، وستعود على القائم بها بفوائد كثيرة، وخصوصاً في فصل الصيف. مشيرين إلى أن الأمر سهل، بعكس ما يتصوره الكثير من الأهالي؛ فإن عملية عزل الجدران للمباني والحائط إما داخلياً أو خارجياً، وحتى بالنسبة للزجاج فغير مكلفة جداً، وتتم بوسائل سهلة ومتوافرة بالسوق، وتسهم كثيراً في ارتياح من يقوم بها من ناحية الأداء، وخصوصاً في فترات الصيف، وتتيح له مزيداً من توفير الطاقة.
وكشفوا أنه بعد القيام بعملية العزل الحراري للمباني يمكن أن يسترد مالك المبنى قيمة الكلفة؛ فهو يخفض استهلاك الطاقة الكهربائية لأجهزة التكييف حسب دراسات حديثة بنسبة بين 30 % و40 %، إضافة إلى أن استخدام الزجاج المزدوج والعاكس للحرارة يخفض حتى 5 % من استهلاك المكيف للكهرباء، وخصوصاً أن هناك إحصائيات كثيرة تشير إلى توقعات بنقص في الطاقة، كما أن العزل الحراري في المباني بالنسبة ل"الجدران- الأسقف- النوافذ" تتراوح بين 3 و5 % من التكلفة الإجمالية للمبنى.
