في الوقت الذي أكد فيه عضو هيئة التدريس بجامعة جازان الدكتور علي العواجي تجاهل كافة الجهات المسؤولة في منطقة جازان عن مساعدته في الاستفادة من ما جمعه خلال ست سنوات من قطع أثرية، والتي تتجاوز ال 10 آلاف قطعة، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري وما قبل 23 ألف سنة، بما في ذلك جامعة جازان وهيئة السياحة والآثار؛ قال مدير فرع هيئة السياحة بمنطقة جازان إن الهيئة ليست متجاهلة المناطق الأثرية بجازان، وأنها مسجلة لدى الهيئة ومعلوم مكانها، ولكن يتم العمل وفق خطط مدروسة. وفي زيارة ل"سبق" كانت هناك آلاف القطع الأثرية التي لا تُقدر بثمن خصص لها "العواجي" مُلحقاً لحفظها وعرضها داخل منزله، وقال في هذا الصدد: اقتنائي لهذه الآثار كان بمجهود شخصي وخلال أكثر من 6 سنوات ومعظمها يعود للعصر الحجري، ومنها آثار لمنقوشات منذ ملايين السنين، وكذلك أدوات فخارية يعود بعضها إلى أكثر من (3000) سنة قبل الميلاد، إضافةً إلى عثوري على العديد من الأدوات الطبيَّة المُشابهة لما كتب عنه "الزهراوي".
وأكد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة جازان أنَّ "جازان" هي أصل الحضارات البشرية؛ لأنها كانت مركزاً مهماً من مراكز الحضارة؛ وذلك لما اتضح من خلال ما تم العثور عليه.
وأضاف خلال حديثه ل"سبق": الإنسان في العصور الحجرية بمنطقة جازان تجاوز الحاجة إلى الرفاهية؛ وذلك لما عثرنا عليه من إبداعات قام بها من خلال النقش على الحجر، عكس الإنسان المحتاج، حيث إنه سيقتصر على الحاجات الضرورية، وتؤكد ذلك القلائد التي شكلت بإبداع وفن مما يكشف عن هذه الرفاهية.
وكشف "العواجي" في حديثه ل"سبق" عن عثوره على آلاف الأسهم الحجرية التي تعود للعصر الحجري، مبيناً أنَّه تمَّ اكتشاف العديد من المقتنيات الأثرية ذات الأهميَّة الكبيرة في منطقة "جازان"، كما كان من ضمن مقتنياته بعض الحجارة الملطخة بالدماء والتي ترجع لعالم الديناصورات.
وقال: لم أجد الاهتمام من قبل المسؤولين بالمنطقة والمهتمين بالتراث؛ لإبراز ما أقتنيه، ولو علم الغرب عما أملك من مقتنيات تراثية لوضعوا لها ألف اعتبار.
من جانبه أكد مدير فرع هيئة السياحة والآثار بمنطقة جازان المهندس رستم كبيسي أن الهيئة ليست متجاهلة المناطق الأثرية بجازان، وأنها مسجلة لدى الهيئة ومعلوم مكانها، ولكن يتم العمل وفق خطط مدروسة، حيث إن عمليات التنقيب عن الآثار في الوقت الحالي في منطقة فرسان، والبحث والتنقيب عن الآثار يشمل كافة مناطق المملكة بما فيها مناطق ومحافظات جازان.
وحول رده حول أحقية الدكتور "العواجي" بجمع الآثار من المنطقة دون الرجوع إلى الهيئة قال إن ما يقوم به هو عملية جمع وليس تنقيباً، ويحصل على هذه القطع من ظاهر الأرض ولا يقوم بحفرها، وهو يُعتبر باحثاً ومطلعاً، مشيراً إلى أن له الحق في الاحتفاظ بالقطع الأثرية، شريطة أن يتم تسجيلها في الهيئة ويتعهد بالحفاظ عليها.
وأضاف "الكبيسي": هناك شروط معينة لافتتاح متحف خاص بالآثار وبمساحات معينة، والهيئة ستعمل على مساعدة الباحث الدكتور علي العواجي في الحصول على قطعة أرض لإقامة متحف خاص بالآثار التي يحتفظ بها، إضافة إلى أن هناك متحفاً سيتم افتتاحه في منطقة جازان، وبالإمكان وضع هذه القطع الأثرية داخله.
ويعد الدكتور الدكتور علي العواجي من مؤسسي قسم السياحة والآثار بجامعة جازان كأول رئيس قسم، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في تخصص التاريخ الإسلامي.