حذر الكاتب السعودي سلمان بن محمد العُمري الدعاة من الانشغال بالأمور الثانوية، وترك الأساسيات، وقال إن الداعية إلى الله له أهداف سامية، وغايات نبيلة يسعى إلى تحقيقها، فالواجب تحديد الهدف الرئيس الذي يسعى إلى تحقيقه تحديداً دقيقاً لا لبس فيه، واختيار أنسب السبل والوسائل، وأقصرها وآمنها للوصول إلى الغاية المنشودة، والتزود لهذه الرحلة المباركة التي لن تخلو أبداً من الصعوبات والعراقيل والشدائد. مضيفاً: إن من أهم ما يجب أن يتزود به الداعية في مسيرته: الإخلاص لله تعالى؛ لأن الدعوة من أجل الأعمال الصالحة التي يجب أن تكون لله تعالى، لا لإرضاء فلان وفلان، وكذلك التزود بالعلم، والبصيرة، والحكمة، والتخلق بأخلاق الأنبياء والمرسلين، وفي مقدمتهم خاتمهم محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- ومن أهم الأمور عدم انشغاله بالقضايا الجزئية، والأمور الفرعية، والمعارك الجانبية التي توقف مسيرته، أو تؤخر وصوله على الأقل.
وقال "العُمري" في مقاله بجريدة "الجزيرة"، اليوم: مع الأسف نجد اليوم الكثير من طلبة العلم، والدعاة، ممن ينشغلون بالأمور الثانوية، والقضايا الجزئية، وقد تكون مهمة، لكنها تشغل الداعية عن الموضوع الأهم، والهدف الرئيس الذي كان يسعى إلى تحقيقه، وقد يتم تناسي ذلك الهدف، فتذهب كثير من الجهود سدى، وتهدر كثير من الأوقات والطاقات في غير موضعها، ومحلها.
وأضاف: الداعية إلى الله وآفة الانشغال بالأمور الثانوية من القواعد الأساسية في الأعمال على اختلاف أنواعها، وأغراضها: تحديد الهدف والغاية المراد تحقيقها بدقة متناهية، وبعد ذلك اختيار أقصر الطرق والوسائل، وآمنها للوصول إلى الغاية والهدف، ثم التزود بما يقتضيه الطريق من آليات وأدوات مساعدة. وفي أثناء السير إلى الهدف والغاية يجب عدم التوقف عند الطرق الجانبية، والانشغال عن السير إلى الهدف بالأمور الثانوية، والاستجابة لمغريات المناظر الجزئية، إلا إذا اعترضت طريقه عقبات، واستوقفت مسيرته مشكلات، فيجب معالجتها، وإزالتها؛ لمواصلة السير.