توفي العميد متقاعد في إدارة الأمن العام حسن بن حمدان بن حسن الزرقي، اليوم بالطائف، بعد أن كان منوماً في مُستشفى الملك فيصل لفترة تقترب من عام كامل. وجاءت الوفاة في الوقت الذي لا زالت فيه "صحة الطائف" تبحث في تشكيل لجان للتحقيق فيما تعرض له من إهمال، وتأخر عملية نقله إلى مستشفى متخصص.
وأديت الصلاة على الفقيد بعد ظهر اليوم بجامع العباس في الطائف، ثم تم دفنه، ويمكن تقديم العزاء في منزله الكائن بجوار مستشفى الأطفال وبالقرب من الهيئة الطبية، أو التواصل عبر جوال ابنه "فارس" ورقمه 0533000142.
وكان ذوو المسؤول الأمني المتقاعد، المنوم منذُ أكثر من 11 شهراً في العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل في محافظة الطائف، قد شكوا من تزايد المعاملة السيئة التي يجدونها من الجهاز التمريضي المتواجد بالقسم.
وأوضح ذوو المسؤول الأمني المنوّم أن التضييق يزداد على زيارة الأبناء، بالإضافة إلى تعمد التلفظ ببعض الألفاظ القاسية، خاصة بعد تقديم الشكوى ضد الإهمال الموجود في المستشفى.
وذكر أبناء المسؤول الأمني المتقاعد أن معاناتهم ازدادت بعدما كشفت "سبق" عن الأضرار التي تلحق بوالدهم وسوء الخدمة العلاجية المقدمة له.
وقال ذوو المسؤول الأمني المتقاعد: "بعد التقرير الذي نشرته "سبق" عن حالة والدنا، تضافرت الجهود في المستشفى لتحسين مستوى الخدمة سواء من الناحية العلاجية أو الرعاية أو النظافة، ثم بعد مرور ساعات من مُغادرة اللجان الرسمية التي تابعت الحالة، تبدّل الأمر وانقلب الحال وتكررت عبارة "أنتم اشتكيتوا خلاص.. ماذا تريدون؟".
وقال الأبناء ل"سبق": "نشر القضية عبر الإعلام كان له تأثير عكسي حيث ازداد التضييق علينا في زيارة أبينا، ولا ندري كيف اكتفت اللجان المعنية بأن تزور المستشفى وتُتابع دهانات وطلاء الجدران، ومواد التعقيم وغير ذلك من الأمور وتعطي التقييم بأن الوضع على ما يرام، من دون أن تهتم بالاستماع إلينا لتعرف حقيقة المعاملة القاسية وأوجه الإهمال والاستفزازات التي تستوجب المحاسبة".
وأكد أبناء المسؤول الأمني المتقاعد أنهم يملكون الأدلة على كل الاتهامات، مشددين على أن التضييق يزداد والاستفزازات تتصاعد سواء من جانب الأطباء أو أفراد قسم التمريض بعدما نشرت "سبق" تفاصيل القضية.
ودعوا المسؤولين إلى الوقوف بحزم والتصدي لهذه المخالفات والتعامل معها نظاماً، مشيرين إلى أن إدارة المستشفى لم تحاول التواصل معهم أو الاستماع إلى شكواهم، وأكدوا أن محاولاتهم للتواصل معها باءت بالفشل.
وفي ذلك الوقت جدّد الناطق الإعلامي لصحة الطائف سراج الحميدان تأكيده على أن مُدير الشؤون الصحية الدكتور معتوق العصيمي لن يرضى الإهمال والتقصير وأنه سيُتابع الأمر بنفسه.
وقال "الحميدان": "أتمنى من ذوي المسؤول المنوّم بالمستشفى التقدم بشكوى عاجلة إلى مدير الصحة تحديداً، وكشف ما وجدوه من قصور، ونعد بالتعامل مع كل هذه الاتهامات نظاماً". وعانى المريض من إهمال الطاقم التمريضي بالمستشفى إلى درجة إصابته بالبكتيريا، مما تتسبب في تدهور حالته الصحية وتوقف مُعظم الأعضاء في جسمه.
وردد الأطباء، في أسلوبٍ غير واعٍ ويفتقد لآداب المهنة، على أسرته عبارة: "الموت لوالدكم أريح".
ويبلغ الزرقي من العمر 55 عاماً، وكان قد نُوِّم في مستشفى الملك فيصل بالطائف في مبناه القديم، ثم نُقل إلى المبنى الجديد الحالي، وظل طريح الفارش بالعناية المركزة إلى أن توفاه الله اليوم.