طالبت سعودية بارزة في تنمية القدرات وتطوير المهارات بإطلاق جائزة سنوية للتجديد الإداري على مستوى الأفراد والإدارات يتبناها عدد من الوزارات، كاشفة أن بعض (الأوتوقراطيين) ابتكروا وسائل متنوعة لتأخير تسليم القيادة بعد أن أصبحوا يتوجسون خيفة من ظهور البديل الكفء الذي يمكن أن يقود حركة التجديد والتطوير. وأوضحت بسمة السيوفي أن المديرين من الذكور أكثر ميلاً للاستحواذ على الأشياء وحب السيطرة، لذا يُلاحظ الميل نحو الإدارة التسلطية واهتمام كبير بالصلاحيات وحدود السلطة، مشيرة إلى أن مثلاً قلة اهتمام بالتخطيط، والرغبة في الحصول على نتائج سريعة للأعمال، وعدم الصبر على الأمور التي تأخذ وقتاً كبيراً مثل البحث والتطوير الذي يكاد يكون الاهتمام به مفقوداً. وأضافت نجد المسؤول الإداري في أي موقع يتوجس خيفة من ظهور البديل، ويبذل قصارى جهده لوأده، قبل أن تظهر أمامه فرصة حقيقية للخلافة؛ ومنعاً لهذا الخطر من البداية قد يلجأ المسؤول إلى إبعاد أي كفاءات واضحة من طريقه ومن حوله، ويحرص على الاستعانة فقط بمحدودي الكفاءة وأنصاف المتعلمين الذين يكون حلمهم الأكبر قد تحقق في كونهم أصبحوا مساعدين للمسؤول، وبلا طموح أعلى، وما أكثر هؤلاء الأتباع في منظماتنا، وبالتالي فإن ثقافة الأنظمة غير مواتية للتجديد حيث يتم تفويت الفرصة على المنظمة في الاستفادة من كفاءة عالية، لأنها لا تعطي الفرصة أبداً للظهور . وذكرت أن دور القيادة داخل منظماتنا العربية يتطلب منها إحداث التجديد عبر تبني ممارسات مبدعة ومسؤولة نحو التغيير الإستراتيجي وتطوير المهارات والقدرات الإدارية وتحسين بيئات الأعمال، مشيرة إلى أن بعض الأنظمة ابتكرت أساليب ووسائل متنوعة لتأخير تسليم القيادة للقائد التالي في المنظمات، وأصبح تجديد مدة القيادة بغير حدود أمراً عادياً وقانونياً أيضاً. واعتبرت أن المجتمع السعودي من المجتمعات القانعة بتوزيع القوة الحاصل والفروق بين الأقوياء والضعفاء، فنجد سيادة النمط الأوتوقراطي في المنظمات وعلى كل المستويات، وشعور الرؤساء والقادة وحتى المشرفين بأن القوة التي خولها لهم النظام تعطيهم الحق في الادعاء بالمعصومية عن الأخطاء، بل ويصر البعض منها على أنه مستودع الحكمة الإلهية في الأرض. كذلك تسود المركزية في الإدارة وتكثر الضوابط والتعليمات والأنظمة واللوائح وكل يحاول تجنب المسؤولية وعدم مخالفة النظام. وأشارت إلى أن المديرين السعوديين (وفق إحدى الدراسات) سجلوا رقماً عالياً في مؤشر تحاشي الغموض ومعنى ذلك أنهم بصفة عامة يكرهون المفاجآت ولا يحبذون غموض المستقبل، ويتحاشون المخاطرة، ويكرهون تحمل المسؤولية، ويحبذون القيادة التحكمية في مجال العمل ويودون غالباً وجود تعليمات واضحة يتبعونها وهناك مجال قليل للإبداع. وخلصت بسمة السيوفي في ورقة العمل التي قدمتها في منتدى الإدارة والأعمال بالرياض إلى ضرورة إنشاء مركز للتجديد الإداري على مستوى الوزارات والمؤسسات الحكومية، وتشكيل فريق لرعاية التميز والتجديد في العمل على مستوى المنظمات مهمته الأساسية، نشر ثقافة التجديد داخل المنظمات وإنشاء جائزة سعودية للتجديد الإداري على مستوى الأفراد والإدارات تتبناها الوزارات.