رفع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، تعازيه لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، والنائب الثاني -حفظهم الله- في وفاة الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، رحمه الله. وقال الشيخ "السديس" في تعزيته: "لقد فقدت الأمة الإسلامية بوفاة الشيخ الجليل عالماً من علمائها الذين اشتهروا بالتواضع ولين الجانب وحسن الخلق، مع إخلاص في عمله ووفاء نادر لزملائه وأصدقائه وحسن نصح وتوجيه وذكاء في الإصلاح والإرشاد".
وأضاف: "فبمزيد من الإيمان بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى وفي الحلق شجن وشجى، أبوح بهذه الكلمات الحزينات والأنَّات المبكيات من قلب حزين مهموم، وفؤاد شارد أنعي معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، رحمه الله رحمة الأبرار، وألحقه بعباده الأخيار، وأسبغ عليه الرحمة والغفران، وأمطر على قبره شآبيب العفو والرضوان، وجعل مستقره في أعالي الجِنَان، ورفع درجته في المهديين، وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
وأكد الشيخ "السديس" أن "الحديث عن فقد قامة شماء مثل شيخنا الحصين، لهو خطبٌ عظيم، ومصاب جلل جسيم، وإن أعظم أنواع الفقد على النفوس وقعً وأشده على الأمة لوعةً وأثراً، فقد العلماء الربانيين والأئمة المصلحين، لكنها سنة الله في الكون "وَلَنْ تَجِدَ لِسنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً"، لقد تَضَلَّع معالي الشيخ -رحمه الله وطيب ثراه- بصفات يندر أن يجتمعن في رجل واحد، فهو رجل من طراز فريد، وأعماله على ذلك خير دليل وشهيد، فقد كان رجلاً بصيراً وعالماً خبيراً، وإماماً كبيراً، والمتأمل في سيرة معاليه يدرك عصاميته، وهمته العالية، فقد كان من أوائل من نال الشهادة الجامعية، ثم الماجستير في الدراسات القانونية، وعمل بعدها مستشاراً قانونياً في وزارة المالية، ثم رئيساً لهيئة التأديب، وشارك في عضوية المجالس العليا للجامعات، كما عيِّن وزير دولة وعضو مجلس الوزراء، وكان أحد الأعضاء الذين درسوا نظام الحكم والشورى والمناطق، وكلِّف برئاسة شعبة الخبراء في مجلس الوزراء، وأسهم في تأسيس صندوق التنمية العقاري لنظرته الاقتصادية الصائبة، كما عيِّن رئيساً عامّاً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لمدة 11 سنة، وأسْنِدَ إليه رئاسة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، كما أنه رائد من رواد العمل الخيري، فكان رئيساً وعضواً في عدد ليس بالقليل من المؤسسات الخيرية، كما نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في دورتها ال29، وعيِّن عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة، سائلا الله تعالى أن يرحم الفقيد، ويجزيه خير الجزاء، وأن يلْهِمَ ذويه الصبر ويَهَبَهمْ المثوبة والأجر، وأن يجمعنا به في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؛ إنه خير مسؤول وأكرم مأمول".