وجد عدد ممن يسمون بتجار "التقسيط" أو "سوا"، فرصة كبيرة في استغلال من هم في حاجة ماسة لقروض إضافية أو أنهم قد تعثروا في سداد الدين المستوجب عليهم ويريدون سداده بأي طريقة كانت. "سبق" اقتحمت عالم هؤلاء الطامعين في أموال المحتاجين ومحدودي الدخل، وقامت بالإتصال على أحد هؤلاء التجار ويدعى أبو عبدالله، وقال إنه "يقوم بعقد الصفقة ومن ثم يقوم بتسليم المبلغ بحضور كفيل المشتري، بعد أن يوقع المشتري على الشيكات المحددة بأجل مسمى". وعن تصريف البطاقات التي يقوم ببيعها على الضحية، يقول هو من يقوم ببيعها عن طريقه. وفيما يخص أسعار تلك البطاقات، قال إنها ضعف سعرها الأصلي، ولا يأخذ منا إلا المضطر. أبو أحمد، يزعم مساعدة الناس، ويقول: أنا تاجر وهذه بضاعتي، ومن يريد أن يأتي إليَّ حتى أوفر له مبلغاً معيناً، يجب أن ينظر إلينا بأننا "نترزق" من هذه الطريقة. ويجمع خبراء اقتصاديون سعوديون على أن توجه السعوديين أخيراً نحو الاقتراض، يعود لجملة من الأسباب أبرزها: ارتفاع متطلبات الفرد من السلع، وانخفاض القوة الشرائية متصاحبة مع نمو عدد العاطلين عن العمل، منتقدين في ذات الوقت دفع البنوك الأفراد عبر حملاتها التسويقية إلى الاقتراض بشكل استهلاكي إتلافي لا يعود بالتنمية والتطوير على الاقتصاد الوطني. ريما العتيبي موظفة في القطاع الصحي تقول: "إنها اضطرت إلى الشراء من هؤلاء التجار، كونها مدينة لأحد البنوك ولا تستطيع أخذ قرض جديد. فيما اضطرت أم صلاح "معلمة" إلى الاستعانة بعروض هؤلاء التجار من أجل شراء سيارة للعائلة، لأنها قامت في السابق بشراء سيارة وتعطلت. في هذا الصدد، قال الدكتور محمد النجيمي، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، إنه "إذا كان كما قيل فإنه ربا صريح، وهو حرام بإجماع المسلمين، قال تعالى {يَا أيها الّذين أمنوا اتّقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون }، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات، قلنا: وما هن يا رسول الله ، قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)، ومن يعمل على ذلك، فقد ارتكبوا كبيرتين: الأولى الربا، والثانية المغالاة الزائدة، فقد استغلوا حاجات الناس، ويجب على الجهات المسؤولة التحقق في الأمر والضرب على أيدي هؤلاء فهم مصاصو دماء.