طالب الدكتور خالد الدريس المشرف العام على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود بضرورة تنمية ثقافة السلام الاجتماعي كأحد الروافد المهمة والأساسية لتعزيز الأمن الفكري لدى الشباب والناشئة ولتحقيق المناعة الفكرية ضد كل دعاوي العنف والتطرف. جاء ذلك خلال مشاركة الدريس في ملتقى التفكير الأول الذي عقد بجدة مؤخرا وتضمن مجموعة متنوعة من المحاضرات والدورات التدريبية . وأشار المشرف العام على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري في ورقته أمام الملتقى إلى ضرورة تعليم التفكير الناقد من منظور إسلامي وذلك من خلال ابتكار وتصميم برامج تدريبية تتناسب مع الثقافة الإسلامية المبنية على النص , مؤكداً أن التراث النقدي الإسلامي شديد الثراء في هذا الجانب ويمكن استثماره وتوظيفه من حيث المضمون والأسلوب في تنفيذ برامج تلبي احتياجات كافة الفئات المستهدفة .. وتطرق الدريس خلال ورقته التي حملت عنوان " حاجة الأمن الفكري إلى التفكير الناقد " إلى العلاقة بين الأمن الفكري وبين تعلم هذا النوع من التفكير في ظل قابلية الإنسان للتسرع في تصديق المعلومات والأخبار التي يتلقاها أو يسمعها , مشيراً إلى أن إشاعة التفكير الناقد يدعم قدرات كل فرد على تحليل هذه المعلومات والأخبار وفحصها نقدياً للتثبت من صحتها وصولاً إلى نتيجة مهمة وهي عدم الانسياق وراء ما يثبت عدم صحته منها . وأوصى الدريس في ختام ورقته بأهمية تعويد الأطفال والشباب على ممارسة الحوار الممتع والمشوق المدعم بالاستدلالات والبراهين النقلية والعقلية , وتدريبهم عملياً على مناقشة الأفكار وفحص الحجج والأدلة , مشيراً إلى إمكانية إقامة مناظرات افتراضية لذلك في المدارس والجامعات لا ينقصها الحماس والتنافس . وناشد الدكتور الدريس المعلمين والدعاة وأئمة المساجد إلى غرس مهارات التفكير الناقد في عقول الناشئة بما يمنحهم القدرة على إصدار الأحكام الموضوعية على الأفكار المختلفة من خلال عرضها على ميزان كليات الشريعة و العقل السليم ليتحقق التفكير المعتدل بعيداً من الانحراف عن سماحة الإسلام ووسطيته .