طالب عدد من المواطنين من مرتادي طريق خريص شرق الرياض، وسكان الأحياء القريبة وبعض العاملين في تلك المنطقة الجهات المعنية، بإيجاد حل جذري وسريع للوجود الكثيف لشاحنات الوقود والديزل والغاز، التي تعبر الطريق بشكل يومي في فترات الذروة المرورية في الصباح وبعد الظهر؛ ما يعرض حياتهم للخطر بشكل يومي. وقال ل"سبق" نايف محمد الرويلي، من سكان المنطقة، إنه يستغرب عدم احترام سائقي بعض الشاحنات قواعد السلامة المرورية، وتهورهم في طريقة القيادة، التي تحمل مجازفة كبيرة؛ حيث إن بعضهم يتسابقون للمرور السريع غير آبهين بالمركبات الصغيرة حولهم. وأضاف الرويلي: "وقعت أمامي العديد من الحوادث نتيجة القيادة المتهورة لبعض سائقي الشاحنات في طريق خريص نفسه، وإحداها سقطت من أعلى الجسر". وتمنى الرويلي بعد فاجعة اليوم أن تحرص الجهات المعنية على إيجاد طريق بديل للشاحنات؛ حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي. من جانبها قالت ل"سبق" الطبيبة مها عبد العزيز، موظفة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية، إن ما حدث اليوم كان متوقَّعاً نظراً لتزايد مرور وايتات الوقود والغاز في تلك المنطقة بشكل يومي، وخصوصاً في أوقات الذروة المرورية. واستغربت من عدم تحرك مرور الرياض طوال الفترة الماضية؛ للحد من وجود تلك الشاحنات، وانتظارهم حتى حدوث هذه المأساة الكبيرة. وقالت: "كان من الممكن تلافي وقوع مثل حادثة اليوم لو بذل مرور الرياض المزيد من الجهد في منع تلك الشاحنات من مضايقة السيارات داخل المدينة". ويتفق العريف بالحرس الوطني عبد العزيز المتعب مع ما ذكرته الطبيبة مها العبد العزيز، مؤكداً أنه من عابري الطريق الذي وقعت به الفاجعة بشكل يومي؛ حيث إنه يعمل بأحد معسكرات الحرس الوطني بخشم العان القريبة من المكان. ولفت إلى كثرة شكاوى المواطنين سابقاً من ازدحام تلك المنطقة بالشاحنات القادمة من المنطقة الشرقية أو المتجهة إليها، والمحملة بالمواد الخطرة سريعة الاشتعال. وقال المتعب إنه قبل أيام عدة تعرضت شاحنة محمَّلة بالأخشاب لحريق في الطريق نفسه؛ ما أدى إلى تعطُّل حركة السير ساعات عدة، كما حدث تصادم بين شاحنتين نتيجة السرعة الزائدة قبل إجازة العيد. وناشد وزارة النقل ومرور الرياض العمل بشكل عاجل على توفير طريق جديد للشاحنات خارج نطاق المدينة. أما الموظف بمستشفى الحرس الوطني نواف العنزي، من سكان المنطقة، فلفت إلى أن طريق الشيخ جابر طريق خريص يعدان من أهم الطرق شرق الرياض، وفيهما العديد من قاعات الأعراس واستاد الملك فهد الدولي وعدد من المرافق الحكومية والكليات الأمنية العسكرية. ورأى أنه من المهم إبعاد الشاحنات الخطرة عن هذين الشارعين الحيويين بتخصيص مسارات جديدة للشاحنات، أو تحديد أوقات متأخرة من الليل لعبورها. وقال: خطر الشاحنات سيستمر معرضاً سائقي السيارات والمواطنين للمزيد من الأخطار طالما لم يوجد حل جذري للمشكلة. وذكر العنزي أن حادث اصطدام شاحنة بسياج الكوبري المتجه لطريق الدمام وقع قبل فترة بسيطة؛ ما تسبب في وقوف حركة السير ساعات عدة. وقال إنه لا يتوقع أن يكون حادث اليوم آخر الحوادث، بل ستتوالى إذا لم يتم تحديد طريق للشاحنات.
