قطع الناقد محمد العباس بعدم قابلية الرواية العربية للتصدير إلى العالم؛ لأننا لا نستطيع تصدير هذا النموذج في الرواية العربية وندعي أننا نوجد لنا هذه المساحة على أطلس الرواية العربية ونتحدث عنها في هذه اللحظة، وأعني بالرواية العربية المكتوبة بلغة عربية والمتمأسسة والمنتجة ضمن أفق وتفكير عربي خالص، وأضاف العباس أنه لا يتحدث عن الرواية المكتوبة بلغة أخرى؛ لأن من يكتب رواية بلغة فرنسية أو إنجليزية يتوجه إلى قارئ آخر غير القارئ العربي، أما إذا ترجمت فهذا شأن آخر. وذكر العباس أن هناك مجموعة مؤشرات من خلالها نستطيع أن نحكم على معظم الحضور للرواية العربية على مستوى العالم وعلى مستوى هذه الخريطة العالمية، وأكبر مدخل لذلك هو الترجمة، واستبعد العباس أن يكون هناك رصد حقيقي من قبل المهتمين والناشرين والنقاد لهدف الترجمة للرواية العربية، كي يتم تداولها على مستوى العالم؛ لأنه لا يوجد في الواقع هذا التوجه لأنه لا يوجد بها تلك الظاهرة التي تُشكّل إضافة حقيقية على المستوى العالمي، فهي ليست الواقعية السحرية على سبيل المثال؛ لأن الواقعية السحرية يتم تناقلها على مستوى العالم، حتى تكون في واجهة المشهد العالمي، وكلنا تابعنا هذا التغير الذي أثر تأثيرا عميقا في سيرة الرواية العالمية، لذلك توجد ترجمات قديمة وترجمات جديدة. وأكد العباس على أن الغرب لا يترجم إلا ما يريد، فهو لا يترجم لأنه يريد أن يتعرف علينا، أو يتحدث إلينا بهذه البساطة، واستشهد العباس على ضعف الرواية العربية بقوله إنها تدور في حلقة مفرغة، فالذات التي تعاني من عدم الاستواء يصعب عليها أن تنتج نصاً على درجة من الاستواء، ولدينا استثناءات قليلة جداً. هذه الآراء التي طرحها العباس قوبلت بردود أفعال متطابقة مع هذه الرؤية إذ رأى أحد المهتمين أن الواقعية السحرية والديستوبيا وبقية أجناس الخيال العلمي تكاد تكون معدومة في الرواية العربية.وأضاف أن جل الروايات العربية وخصوصا الحديثة تدور في فلك فشل الدول العربية سياسياً وأثر الحروب عليها. واستشهد بالرواية العراقية التي قال إن لها عشر سنوات الآن تتحدث عن نفس الموضوع.