شن مثقفون وأكاديميون نقداً لاذعاً لعمادات شؤون الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية. كون معظم تلك العمادات تقليدية. ولا تعتني بآليات ومفردات الثقافة لا مسرحا. ولا شعراً. ولا سرداً ولا نقداً، إذ تهمل النشاط النوعي وتستعيض عنه بأناشيد وشيلات ومسرحيات موجهة. ومن جهته، يرى المسرحي محمد ربيع أن الناحية النظرية تؤكد أن التعليم العام والجامعي جزء من خط الإنتاج الكبير الذي يتوخى منه تزويد الأمة بالمنتج الثقافي مبدعا وإبداعا، وأضاف: أما من الناحية العملية فإن ذلك الخط يعمل حينا ويتراخى أحيانا بحسب ظروف كثيرة تحيط به. ومن خلال تجربته الشخصية أوضح ابن ربيع: كان النشاط الطلابي في المدارس والجامعات هو المحضن الأمين لتلك العمليات، وكان الاهتمام بالثقافة وبالمسرح والتشكيل والموسيقى في بعض المدارس والجامعات مضرب مثل. ويؤكد أن مدارس المملكة شهدت بدايات مشجعة للمسرح المدرسي إلا أن تحويل شعبة المسرح إلى شعبة النشاط الثقافي تسبب في توسع مجالاته وتشتت اهتماماته فتضاءل الاهتمام بالمسرح المدرسي. مشيراً إلى أن المسرح الجامعي ظل متأرجحا بين القوة والضعف. وأضاف «يبدو أنه لا خطة واضحة لدى الجامعات حول المسرح الجامعي. فيما اهتم التعليم العام أيضا بالمكتبات العامة وأنشأت بعض المناطق التعليمية أقساما للثقافة تحتضن المكتبات وأنشطتها المختلفة، غير أن التضارب بين ذلك القسم وبين الشعبة التي تحمل الاسم نفسه في النشاط الطلابي أربك برامجهما معا، وأخيراً انفصلت المكتبات العامة عن التعليم وألحقت بوزارة الثقافة». ويذهب إلى أنه لابد من مراجعة الناحية النظرية تلك ومن ثم تحويلها إلى تطبيقات عملية ليس ليعود التعليم العام والجامعي إلى سابق فعله الثقافي بل لتصحيح مسار ذلك بكامله التحاما مع الرؤية ومع معطياتها المختلفة. فيما يرى التربوي علي بن الحسن الحفظي أن المرحلة الثانوية مرحلة التأسيس الثقافي إلا أن غياب المنهجية الثقافية والحصص الحرة يدفع بعض المعلمين وعمداء شؤون الطلاب إلى تحديد ثقافة تتناسب مع ميول وتوجه المعلم والعميد. مؤملاً أن تحتوي الخطط التعليمية والجامعية على المنهج الثقافي الوطني الشامل لكل أنواع الإبداع والفنون. مشيراً إلى أن تفعيل الثقافة دور المؤسسات التعليمة العامة والعليا. بينما أوضح عميد شؤون الطلاب في جامعة جازان الدكتور محمد حبيبي أن 50% من بناء الوجدان المعرفي والوطني تتحمله عمادات شؤون الطلاب. ولم ينف قصور بعض العمادات عن أداء دورها الثقافي. وتقليديتهم المتأصلة. وكشف أن عمادة شؤون الطلاب في جامعة جازان بنت فرقة مسرحية سجلت حضوراً عربيا وخليجياً مبهجاً، إضافة إلى ورش عمل للقراءة، وأمسيات شعرية. مؤكداً أن الجامعات لا يكتمل دورها التربوي والمعرفي إلا بتفعيل دور عمادات شؤون الطلاب نظراً لما لها من دور في تربية الوجدان معرفياً ومهارياً وسلوكياً، ويعزز الانتماء الوطني. فيما عزا عميد شؤون الطلاب في جامعة حائل الدكتور سعود النايف ضعف المخرجات الثقافية إلى طبيعة التخصصات العلمية للطلاب. مؤملاً أن تشهد الجامعات مستقبلا نقلة نوعية لتضع لبنات الفعل الثقافي في الطلاب والطالبات ما يسهم في خلق بيئة ثقافية جاذبة في كل منطقة.