البيان الذي أعلنته وزارة الداخلية عن نجاح ضرباتها الاستباقية في إحباط عدة عمليات إرهابية يجعلنا نثمن جهود رجال الأمن في حماية الأمن وتعقب كل المخربين التنفيذيين. والتفاصيل المعلنة عن إحباط عدة عمليات ذات أهداف متنوعة في هذا العام يجب أن تيقظ المواطنين للخطر الداهم الذي نتعرض له كاستهداف لوجودنا وأمننا.. فالوطن يخوض حروبا فعلية متعددة الجبهات، وإن كانت هذه الحروب تجيء في فترة زمنية متلاحقة وكانت قوى الوطن تتابع مهماتها على الجبهة الحدودية كحرب فعلية وفي المحافل الدولية كحرب سياسية لها عدة رؤوس وفي الداخل كحرب ضد الإرهاب والمخدرات. وإذا كانت العمليات الأخيرة على تواصل بالخارج فليس مستغربا أن يتم تمويلها بالمال والمتفجرات من خلال التهريب، ولأننا بلد ذو مساحة كبيرة وحدود مترامية الأطراف وبه عشرات الجنسيات فإن الجهود لمتابعة كل الجزئيات تحتاج إلى يقظة من الجميع. وتصبح يقظة المواطن من الأهمية القصوى بحيث يتحول إلى مقاتل فعلي عليه واجبات الجندي الواقف لحراسة الحدود. وتوزيع مهام المواطن في الداخل يعتمد على استيعاب المخاطر الحقيقية وقد يكون أهمها صد الادعاءات والتهم ومحاربة الأفكار الداعية إلى تفتيت اللحمة الوطنية.. فنحن نعيش حربا معلنة وحربا خفية، فالمعلنة لها رجالها البواسل أما الحرب الخفية فهي حرب تحتاج لكل مواطن يستوعب أهمية وجوده وأمنه لكي يتصدى لها. وفي كل يوم ينهج الإرهاب وسيلة في محاربتنا وإن كانت وسيلته الآن معتمدة على تجنيد الأفراد على طريقة أسلوب العصابات (الشبكات العنقودية) فهي طريقة صعب تتبعها من رجال الأمن لكن يقظة المواطن تمكنه من اكتشافات النمط العدائي والتغير الفكري لدى البعض. الحرب الداخلية حرب فعلية وإن اتخذت شكلا مبسطا من خلال ترويج الأفكار الإرهابية أو التمويل بالمال والأفراد لتنفيذ عمليات أو التحريض بالأفكار. ولأننا لم نألف الحذر فالوضع الراهن يستوجب رفع نسبته لأننا غدونا جميعا مقاتلين لحماية أمننا ووجودنا.