توقع تقرير صدر أخيرًا ظهور جيل جيد لسوق الرعاية الصحية يبلغ حجمه 6 تريليونات دولار لتقديم الرعاية والعناية والحياة الأفضل للمستهلكين استنادًا إلى النزعة الاستهلاكية التي باتت تعمل كمحرك رئيسي لإعادة تشكيل القطاع. وكشفت شركة «أوليفر وايمان» في تقريرها بعنوان «ثورة السوق» أن هذا التحول غير مقتصر على الابتكارات في مجال رعاية المرضى فحسب، بل يمثل تصاميم جديدة كليًا للأعمال، تتخطى القيود المفروضة على سوق الرعاية الصحية الحالية، لتوفير الصحة والعناية حسب متطلبات المستهلكين، إذ أن هذه السوق تتميز بمستوى فائق من الفعالية، وتقدم قيمة أعلى بنسبة 40%، إضافة إلى تجربة محسنة للمستهلك. فيما أوضح مدير ممارسات الصحة لدى أوليفر وايمان في الولاياتالمتحدةالأمريكية توم ماين أن نظام الرعاية الصحية يعاني في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي من ارتفاع التكاليف، والتفاوت في مستوى جودة الرعاية المقدمة، إلى جانب الافتقار إلى الشفافية بشكل عام. وفي هذا السياق يقول الشريك ومدير ممارسات الصحة لدى أوليفر وايمان في الشرق الأوسط وأفريقيا الدكتور سفين أولاف فاثجي: «من خلال تبني الابتكارات المتعلقة بنموذج الرعاية الصحية الذي يركز على المستهلك، يمكن للأنظمة الصحية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أن تحقق قفزة نوعية في أسواق الرعاية الصحية الرائدة عالميًا، كما يمكن لقطاع الرعاية الصحية للأمراض المزمنة خصوصًا الاستفادة بشكل كبير من النماذج الجديدة للرعاية الصحية التي تعطي المزيد من المشاركة والتحكم للمريض». وأوضح الدكتور فاثجي قائلا: «تعتبر النظم الإيكولوجية الصحية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي متأخرة بعض الشيء في وقتنا الحالي؛ لذا فإن الجيل الجديد من خدمات الرعاية الصحية من شأنه أن يلعب دورًا رئيسيًا في نمو الأعمال في قطاع الرعاية الصحية المحلية وتوفير عدد كبير من الوظائف الجاذبة والمستقرة في القطاع الخاص». فيما يشير المستثمر في القطاع الصحي سعود المرزوقي إلى أن قطاع الرعاية الصحية في دول الخليج لايزال يعاني من تحديات كبيرة أبرزها القصور في وصول الخدمة لمستحقها في الوقت المناسب رغم الإنفاق الكبير على القطاع، مرجعا ذلك إلى تأخر المشاريع. ودعا المرزوقي إلى ضرورة إيجاد نظام تأميني شامل على أسس اقتصادية يأخذ بعين الاعتبار مختلف الاعتبارات والحد من التلاعب في تقديم الخدمة. ولفت إلى أن الكثير من الخليجيين باتوا يبحثون عن العلاج في الخارج لرخص التكلفة، مشددًا على أهمية إنشاء منظومات ومراكز متكاملة للأمراض ذات الكلفة العالية مثل السمنة والضغط والسكر، منوهًا بأن تكلفة علاجها مع المضاعفات التي تتسبب بها تفوق ميزانيات كاملة للوزارات.