كنت مولعة بأدب يوسف زيدان بعدما قرأت عزازيل والنبطي وجوانتانامو وعدة مقالات وأبحاث ومؤلفات عن التصوف وعندما أدلى بتصريحه عن «الحتة الوسطانية» التي لا علاقة لها باللغة العربية ولم تكن مهدا لأي حضارة بل لم تمر بها أي حضارات -حسب زعمه- وهو يقصد الجزيرة العربية؛ هنا فقط خرجت بنتيجة طالما كانت تؤرقني وتسرق مني لذة القراءة ألا وهي عدم الغوص في سيرة الكاتب وتفاصيل حياته وصفاته الشخصية. شاهدت الفيديو لهذا الفيلسوف والناقد والأديب وهو في قمة غطرسته وعنجهيته متنكرا ببلاهة لتاريخ الجزيرة العربية التي مرت بعدة حضارات وعصور من أبرزها العصر الحميري والعصر السبئي والعصر الكندي والعصر العدناني والعصر القرشي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الأيوبي والعصر النبهاني والعصر اليعربي، ولم يتوقف الشعبويون عن محاولات طمس تاريخ الجزيرة العربية وزيدان أحدهم، في لهث خلف تصفيق الجهلاء وتمرير الحماقات على منصات الشعر والأدب.. ويا للأسف! كانت جزيرة العرب مبحث المؤرخين وملهمة الشعراء، ففيها احتدمت ملاحم الشعراء ونقولات الأدباء والمؤرخين، وهي أقدم موطن للحضارة الإنسانية، ففيها مهد الحضارات ومواطن الأنبياء والرسالات وصناع الأبجدية والكتابة والترقيم. لسنا بحاجة للدفاع عن أرض الجزيرة وحضارتها أمام افتراءات و«فهلوة» مثقف تحول بفعل تصفيق الجماهير إلى «ستاند اب كوميدي» فبات يعتصر النكتة لتخرج سامجة باهتة وهي تهوي بتاريخ أعظم بقعة وأعظم حضارة! حسنا.. ألا تتفقون معي أننا قد ننخدع وننبهر بمؤلفات كاتب ما، وعندما نغوص قليلا في سيرته نكتشف أننا أمام شخص يعتريه النقص كباقي البشر، فهل صدمتنا به هي خطأنا أم خطأه؟! كذلك.. ألا تتفقون معي أن بعض المثقفين العرب يستخدمون المنصات «لهز وِسط» الجهل والتفاهات!! hailahabdulah20@