لم يتخيل بطلا بوليوود «شاروخان» و«كاجول» أن عنوان الفيلم الذي قدماه في أوائل 2010 (اسمي خان.. ولست إرهابيا) سيكون حاضرا على لسان عمدة لندن الحالي، حين وقف أمام الحضور فور تسنمه المنصب قائلا: اسمي خان، وأنا عمدة لندن الجديد، في إشارة إلى أنه مسلم، مستلهما قصة الفيلم البوليوودي الذي حافظ، حتى الآن، على المركز السادس في قائمة الأفلام الأعلى إيرادات على مستوى العالم. يصور (My Name is Khan) فتى هنديا مسلما (رضوان خان) يتيم الأب، مصابا بمتلازمة أسبرجر (مرض يشبه التوحد)، غير أنه ذكي إلى درجة تدعو للدهشة، ينتقل إلى العيش مع شقيقه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد وفاة أمه، ويتزوج (مانديرا) امرأة هندوسية مطلقة لديها فتى في العاشرة، فينتقل لقب خان إلى الفتى، ليعتقد الجميع أنه مسلم. وعقب وقوع أحداث 11 سبتمبر، يقرر شباب أمريكيون الانتقام لضحاياهم، فيقتلوا ابن الزوجة الهندوسية، على اعتبار أنه مسلم يحمل لقب (خان)، فتنقلب حياة الأسرة الصغيرة رأسا على عقب، وترفض الزوجة العيش مع (رضوان) في منزل واحد، وتطلب منه أن يذهب إلى القرى والمدن الأمريكية، بل إلى الرئيس الأمريكي ليقول للجميع: (أنا اسمي خان «مسلم».. ولست إرهابيا). لم ييأس (رضوان) من مطاردة موكب الرئيس الأمريكي محاولا إيصال صوته رغم كل ما يحيطه من حراسات، وعندما تتاح له فرصة الوقوف بين الجمهور الأمريكي الذي يستقبل الرئيس، ليقول له ما طلبته زوجته، ويردد عبارة: «سيدي الرئيس.. أنا اسمي خان، أنا مسلم ولست إرهابيًّا» تلتقط آذان الحرس الجمهوري كلمة «إرهابي»، فيتم القبض عليه، وتضيع فرصة لقاء الرئيس، ويعاني الأمرين حتى يثبت أنه ليس إرهابيا، فيُفرج عنه. وتتوالى الأحداث حتى يتمكن رضوان أخيرا من مقابلة الرئيس، فيحييه على شجاعته، ليؤكد تماسك الشعب الأمريكي، مكرسا بذلك مزاعم أمريكا في حق المواطن (مهما كانت أصوله) في التعبير عن رأيه بل والوصول إلى رئيس البلاد. وللحق.. الفيلم يستحق المشاهدة، إذ إنه يقف بقوة ضد فكرة إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين، هذا بخلاف أنه حقق الرقم القياسي للسينما الهندية «بوليوود» متجاوزا الرقم القياسي «غاجيني»، كما سجل أعلى إيرادات خارج الهند على الإطلاق، إذ تجاوزت إيراداته في غضون أربعة أسابيع من عرضه نحو 10 ملايين دولار، كما حقق حتى 2016 ما يوازي 26 مليون دولار أمريكي، فيما اشترت «فوكس ستار الترفيه» حقوق توزيع الفيلم مقابل 15 مليون دولار أمريكي ما يجعله أغلى فيلم بوليوودي حتى اللحظة.