قال أحد الحكام العرب حين سألوه بعد خروجه من أحد المؤتمرات العربية عن مضمون اجتماعهم وعلى ماذا اتفقوا فقال لهم «اتفقنا على أن لا نتفق»، وذهبت تلك المقولة كمثل عربي يتعامل معه العرب في حياتهم اليومية في كل أمر لا يتفقون عليه بالإضافة إلى أنها صفة أضيفت لصفات العرب. وكما يبدو لكم أنني عربي وأجيد العربية نطقا وكتابة مع وجود كثير من الأخطاء النحوية والإملائية في بعض الحروف مثل الهاء والتاء المربوطة والضاد والظاء فإنني لا أفرق بينها بسبب عدم حبي التفريق، ولولا المصحح اللغوي المسمى نظام الوورد في أجهزة الكمبيوتر والخط الأحمر تحت الخطأ الإملائي لفضح أمري ولما قبلت بي أي مطبوعة وربما تم سحب عروبتي بسبب تلك الحروف. ولأن الزعماء العرب لم يتفقوا على أمر واحد منذ سنوات طويلة فإن زعماء الصحف العربية إن جاز تسميتهم بلقب زعماء لأن كل زعيم منهم يستطيع أن ينهي حياة أي كاتب أو صحفي في مطبوعته بشخطة قلم من قبل فخامته، وهو نفس ديدن بعض الزعماء العرب، لقد قلت «بعض» وليس الجميع فأرجو ألا تورطوني بظنكم، فهم يستطيعون بشخطة القلم أن يجعلوني من مصاف الشخصيات المهمة أو يمنحوني تذكرة ذهاب بلا عودة، لذلك فإنني سأحاول الكتابة في أكثر من مطبوعة خليجية هربا من رقابة رؤساء التحرير وحماية لرقبة قلمي. فهم حتما لن يتفقوا بمنع كل ما أكتب، فما سيمنع في الكويت سينشر في الصحافة السعودية ولو منع في السعودية سينشر في الصحافة البحرينية فالخطوط الحمراء تختلف من مطبوعة إلى أخرى ومن زعيم إلى زعيم وأقصد زعيم مطبوعة وليس زعيم بلد. لذلك من الطبيعي أنكم ستستغربون وجود مواضيع تخص الشأن الداخلي الكويتي وتنشر في هذه الزاوية أو في مطبوعة خليجية، وهذا الاستغراب حق لكم ولكن تذكروا أن شبكات التواصل الاجتماعي جعلت العالم ليس كما يصفونه بالقرية الصغيرة ولكنها جعلته ديوانا صغيرا جدا لو «أحدث» أحدهم فيه لسمع به الجميع أو على الأقل شموا رائحته بينهم. أدام الله دواوينكم ومجالسكم بعيدة عن الأصوات والروائح الكريهة، ولا دام اتفاق زعماء الصحافة الخليجية علينا..