فيما يلوح لي أنه منذ عقود مضت من الزمن تعود الناس أو بالأصح بعضهم الاستيلاء على بعض الشوارع عنوة واقتدارا وضمها لمباني منازلهم، مثلما تعود آخرون التوسع بها في الأسواق التجارية (المول) دون أن تلاحظ إدارة مراقبة المباني هذه الوقائع. المحتم فيما يبدو لي أن أمانة محافظة جدة كانت تعيش فيما يشبه غفوة، أو هي تسير مع القول الشهير «يضيعوا المستكا ويحافظوا على الورق». وفي السنوات الأخيرة تتابعت عمليات الاستيلاء على الأراضي وفي الحال وجه مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، بتشكيل لجنة من محافظة جدة وأمانتها وعدة جهات، لرصد التعديات على شوارع جدة، سواء بإغلاقها كليا أو جزئيا أو إعاقة الحركة المرورية، فقد أنهت اللجنة بالوقوف على 154 شارعا، إعادة فتح 142 منها فيما بقي 11 شارعا مغلقا لدواع مرورية. وأوضح المتحدث باسم إمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري، أن لجنة مشكلة من محافظة جدة، الأمانة، شرطة المنطقة، إدارة الطرق والنقل بالمنطقة وإدارة مرور محافظة جدة باشرت خلال الفترة الماضية فتح 91 شارعا تم الاعتداء عليها. ويضيف الدوسري مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وذلك أوضحته الجولات التفتيشية وذلك بقوله: «إن اللجنة رصدت إغلاق 63 شارعا لدواع مرورية وأوصى مرور جدة بفتح 51 شارعا وإبقاء 11 شارعا مغلقا، وإحالتها إلى البلديات الفرعية المختصة التي نفذت توصيات اللجنة المرورية. وتابع المتحدث في الإمارة أن أمير منطقة مكةالمكرمة كان قد وجه بتشكيل لجنة لرصد التعديات على الشوارع، وعلى الفور وقفت اللجنة على الطبيعة للبحث عن التعديات على الممتلكات العامة، وتم رفع تقرير تفصيلي لأمير المنطقة عما تم إنجازه، والإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن». ومن أشهر حالات التعدي التي تمت إزالتها في حي الأجواد، جرت إزالة سور سكن عمال. وفتح أربعة شوارع رئيسة. كما تم فتح شارع عبدالرحمن الطبيشي في حي الأندلس بجدة، فأصبح الشارع الآن محررا وتسلكه السيارات؛ ويسهم حاليا في تخفيف الحركة المرورية بالحي. وهناك شارع فرعي في حي الجامعة كان مغلقا كذلك وكشف التعدي مواطن صور مقطعا عن الحالة. وكان مقطع فيديو سجله رجل أعمال بعنوان «كفاية دلع» سببا في إزالة أول التعديات بعد أن قام مغردون بنشر موقع سكنه وتبين استخدامه لرصيف لصالح سكنه ووجد الأمر تجاوبا من الجهات المختصة. السطر الأخير: أرى الدنيا ستؤذن بانطلاق مشمرة على قدم وساق فلا الدنيا بباقية لحي ولا حي على الدنيا بباق