أعادت صحيفة القبس الكويتية الجدل المتجدد حول التمدد الإيراني الثقافي في العالم العربي، وكشفت أن ديوان الخدمة المدنية وافق على طلب وزارة التربية «باستحداث وظيفة رقيب مطبوعات في المدارس الإيرانية»، لمراجعة الكتب المنهجية الواردة باللغة الفارسية، التي تصل كميتها إلى 25 ألف نسخة كل عام دراسي، الأمر الذي أثار حفيظة السفارة الإيرانية في الكويت. وبحسب الصحيفة، فإن ثمة أسبابا مجهولة دفعت إلى صدور هذا الطلب، ولكن هذا الموضوع يفترض أن يكون تحت سيطرة الوزارة منذ سنوات، ومناهج أخرى حتى في المدارس الحكومية. حسنا فعلت الكويت بمراقبة المناهج الإيرانية، ذلك أن الاختراق الإيراني نجح في سورية التي تحولت فيما بعد إلى واحة إيرانية ترتع بها المدارس الإيرانية وما يسمى بالحوزات الدينية في قلب العاصمة دمشق، وهذا ما دفع رجل الدين الإيراني مهدي طائب، القول إن لسورية أهمية أكبر من أهمية إقليم «الأهواز» ذي الأغلبية العربية، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إن سورية هي المحافظة ال35 لإيران. لا تتوقف المحاولات الإيرانية للتغلغل من خلال المناهج الدراسية في الكويت وسورية، بل تتجاوز إلى الدول العربية الأخرى، فالجزائر اليوم أيضا على قائمة الاستهداف الإيراني، فالسفارات الإيرانية تعمل على تصدير ما يسمى بالثورة الخمينية، ويجري ذلك من خلال الملحق الثقافي الذي يعمل على صناعة خلايا شيعية في البلد التي يوجد فيها، إذ يتم تمويلها وتنظيم زيارات لعناصر منها إلى طهران وقم، وخلال هذه الزيارات يلتقون بالمخابرات الإيرانية ورجال الدين، وهناك يتم تدريبهم على خطة معينة لنشر التشيّع في البلاد. ويمتطي النظام الإيراني موجة التشيع من أجل التغلغل في المجتمع العربي، ويتستر بالغطاء الديني من أجل ربط مجتمعات هذه الدول بالمركز الديني قم، لكن واقع الأمر المسألة ليست دينية بقدر ما هو مشروع مخطط من أجل نزع الهوية العربية وإحداث فتنة اجتماعية بين المجتمعات العربية.. من أجل استخدامها في وقت لاحق في الصراعات السياسية، كما حدث في لبنان واليمن وسورية، تلك الدول التي زرع فيها النظام الإيراني وكلاء له ينفذون هذا المخطط.. والسؤال، فلننظر إلى كل بلد تتدخل في شؤونه إيران.. ماذا يحصل؟ دمار وحروب وصراعات بين أبناء الوطن الواحد.