في الوقت الذي أعلنت فيه مصر عن ترشيح مرشح مصري منافسا لقطر على منصب مدير عام اليونسكو، وما تردد أخيرا عن اختيار مصر لاسم السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الإسكان والأسرة سابقًا، في مواجهة حمد الكواري وزير الثقافة القطري خلفا للياباني كويتشيرو ماتسورا إلى جانب مرشحة لبنانية ثالثة تدعى فيرا الخوري، فإن التنافس العربي على هذا المنصب قد يؤدي إلى تشتيت الأصوات العربية لصالح مرشحين آخرين ويضيع فرص العرب في حصد ثمرات هذا المشهد الدولي. ودعت الدول العربية للالتفاف حول مرشح عربي لمنصب مدير عام اليونسكو، مؤكدين ل «عكاظ» أن توحيد الصف العربي في اختيار مرشح عربي واحد يعد انتصارا حقيقيا للثقافة العربية، وحذروا تفتيت الأصوات بين أكثر من مرشح عربي بما يضيع الفرصة على العالم العربي ليخرج العرب خالي الوفاض من هذا المنصب الذي يشكل ثقلا دوليا كبيرا في المشهد العالمي. من جهته، قال الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب السابق الكاتب المصري محمد سلماوي إن «التنسيق والتوافق بين الدول العربية، على اختيار مرشح لمنصب مدير عام اليونسكو يحقق أمل العرب في حصد هذا المنصب الدولي، ويعطي رسالة للعالم على قدرة العرب على التوحد في مواجهة ما يواجهونه من أزمات طاحنة في المنطقة». ولفت سلماوي إلى أن «الفرصة مواتية لكي تتخلي الدول العربية عن مصالحها الضيقة لصالح المصلحة العربية الكبرى بالتوافق على مرشح عربي واحد، لأن الإجماع على مرشح عربي واحد من شأنه أن يغلق تشتت الأصوات ويجمعها لصالح المرشح العربي». وسانده في الرأي، مساعد وزير الخارجية السابق عادل الصفتى مشددا على «أهمية قيام الدول العربية بالتنسيق للدفع بمرشح واحد يخوض الانتخابات حتى يحظى بدعم أكبر من كافة الدول العربية يؤهله للفوز بمنصب رئاسة المنظمة، الذى يعد ثاني أهم منصب دولي في العالم». وقال عادل الصفتي أن «فوز شخصية عربية يحقق توازناً للمنطقة العربية، كونه يعرف الحلول المناسبة للمشكلات التي تعاني منها المنطقة». ويرى خبير العلاقات الدولية الدكتور سعيد اللاوندي أنه «على العرب انتهاز فرصة الفوز بمنصب رئاسة اليونسكو لتقوية نفوذ العالم العربي»، مشدداً على «ضرورة أن تنسق مصر مع الدول العربية قبل الترشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو لضمان الفوز به»، منوها بأنه «في حالة التنافس بين ثلاثة مرشحين عرب فإن ذلك سيؤدي إلى تشتيت الأصوات العربية وخروج العرب من ملعب اليونسكو خاسرين». وتوقع اللاوندي أن «تشهد الانتخابات على رئاسة اليونسكو معركة ضارية، داعيا إلى ضرورة التنسيق بين الدول العربية للحصول على دعم الدول العربية السبع التي لها حق التصويت في الانتخابات، وهي مصر والمغرب والسودان وقطر ولبنان وسلطنة عمان والجزائر لصالح مرشح عربي واحد». فيما حذرت الشاعرة بهية طلب من وقوع العالم العربي في فخ «تشتيت الأصوات» بين مرشحين عربيين من مصر وقطر، مؤكدة أن تشتيت الأصوات يؤدي إلى «ضياع فرصة هذا المنصب الدولي من عالمنا العربي». وأشارت طلب إلى أن توافق الدول العربية الأعضاء السبع في اليونسكو بجانب الأصوات في منظمة المؤتمر الإسلامي يعد «فرصة لتوحيد كلمة العرب، وإثبات فرضية قدرة الثقافة على الحفاظ على المصالح العربية المشتركة الكبرى بمعزل عن المصالح القُطرية الضيقة». ودعت إلى «ضرورة تجاوز الخلافات العربية العربية لصالح فوز العرب برئاسة اليونسكو».