إذا كانت زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا حفلت بالعديد من النتائج الاقتصادية التي كانت ثمرة اللقاءات المطولة والمكثفة التي سبقت ورافقت الزيارة، فإن جوانبها السياسية لا تقل أهمية. فكما أسفرت الزيارة عن تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعم فرنسا لتحقيق رؤية المملكة 2030، وتوقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم البينية، فإنها كانت فرصة في الوقت نفسه لبحث الجانبين عددا من القضايا المشتركة، والتي أثمرت عن تطابق المواقف والرؤى السياسية بين البلدين في أغلب القضايا الدولية خصوصا ما يتعلق منها بمنطقة الشرق الأوسط، ما جعل الزيارة فرصة لعرض وجهة نظر المملكة ومقارباتها حيال قضايا المنطقة خصوصا التدخلات الإيرانية، التي لا تحصد المنطقة من ورائها إلا الدمار والتمزق، خصوصا في سورية التي كانت الكارثة فيها مهولة، ما يتطلب دعم القوى المعارضة المعتدلة لإنهاء هذا الدمار والتخريب، وكذلك الأمر في العراق الذي يتنازعه جانبان يهددان وحدته واستقراره وهما داعش والنظام الإيراني، الأمر الذي يستوجب تجنيب هاتين القوتين تحديد مصير العراق، وفي الوقت نفسه السعي لتمكين جميع المكونات العرقية والمذهبية في العراق من حقوقها كاملة دون حيف أو غبن. وليس آخر ما ناقشه الأمير محمد بن سلمان الأزمة اليمنية، ودعم المملكة للشرعية. إنها زيارة ناجحة بكل المقاييس تثمر توافقات تخدم الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.