تروي الآلية العسكرية التي تحمل الرقم 42492 قصة شامخة وباسقة لبطل سعودي، حمل روحه على راحتيه من أقصى حدودنا الشمالية إلى حدنا الجنوبي المنيع في حربين عاصفتين بين عامي 1991 و2016، وهي واحدة من مئات الآليات في الجيش السعودي التي تحمل على هامتها قصصا عظيمة وخالدة لأبطال لطالما جابهوا الموت وذادوا عن وطنهم بدمائهم وعزائمهم واضعين مصيرهم بين خياري النصر أو الشهادة. وعلى العزم ذاته مازال عصف البواسل سامقا جبارا، يوغل في قهر الطغاة ويجتث عبثهم من خاصرة التاريخ، لا ينال منه تقادم السنين أو يوهنه تعاقب التحديات، تعددت الجبهات وبقي الحزم واحدا. فالصورة المنسوبة بحسب مغردين تعود لمجاهد تدرج من رتبة جندي حتى أصبح رقيبا يدعى محمد صالح المتيعيب، تسامى مع جنودنا الشرفاء في الدفاع عن الوطن ونصرة الجار ورفع الظلم عن المظلومين فوق كل أرض وتحت كل سماء، فكان من بين جحافل تذود عن حياض الحق، ترسخ العدالة على مساحات الحياة ببسالة وإباء، ناثرة الأمن في أرجاء الوطن، وزارعة الأمان في نفوس الناس أنى يقطنون. قبل ربع قرن كانت هذه الراجمة صهوة صامدة في عاصفة الصحراء تتكسر عليها مطامع المعتدين وأوهام المغرضين، ساهمت مع جيشنا العظيم في تحرير دولة الكويت الشقيقة وصد العدوان الغاشم على المملكة ومجابهته ببسالة، وتعود اليوم في عاصفة الحزم على ذات الهمة والقوة والعزم رادعة المعتدي حامية للوطن، نضيدة كبرياء يقودها أبطال تؤازرهم دعوات الآمنين، تسلحوا بخبرة النضال وارتووا بطهر الشهداء وشرف الانتصار.