فيما يذهب الروائي عواض العصيمي إلى أنه من الصعب القطع بحضور البيئة بكل تنوعها وتجلياتها في كل المنتج، فضلا عن الحكم بما إذا كان التناول تم بصدق وإخلاص، ويرى أن النشاط القرائي غالباً ما يكون شأناً فردياً، تحدد الذائقة اختياراته الفنية إضافة إلى ما يقترحه المستوى الثقافي والفكري من فضاءات سردية تختلف من قارئ إلى آخر. ويؤكد أن القارئ في شكل عام يختلف اتصاله بالعمل عن الباحث الذي يتقصى ظاهرة تناول البيئة على سبيل المثال في مجمل المنجز. مشيرا إلى أن هناك ما يساعد على تلمس الفاقد البيئي في الروايات المحلية، أو حتى العكس، من خلال التجربة الفردية المتمثلة في قراءة كل عمل على حدة. لافتا إلى أن التجربة تقول إن هناك روايات تناولت البيئة في شكل جيد، مستعيدا رواية «ساق الغراب» ليحيى امقاسم كونها لم تغفل المكان وتضاريسه وتمظهراته البيئية ما بين واد وجبل، ويتصل هذا الغطاء البيئي بالحراك الاجتماعي بحيث يبدو انعكاس أحدهما على الآخر مقبولاً على الأقل من ناحية الانتماء وتعدد التجارب عن ذات المكان والأرض.