كان والدي المفكر الدكتور مصطفى الدغيثر الذي توفي قبل ثلاثة أسابيع، محبا لعلم الحديث والأدب والفكر، فهو ولد في العراق وترعرع ما بين الزبير والمدينة المنورة وعنيزة والبصرة، وكان من الأوائل بين أقرانه في إتمام المرحلة الثانوية على مستوى العراق فابتعث إلى بريطانيا لدراسة الجيولوجيا والكيمياء، وعند عودته من بريطانيا إلى العراق، عمل جيولوجيا وساهم في اكتشاف مكامن الفوسفات الضخمة، وبعد أن تزوج في مطلع الستينات عاد إلى بلد الأجداد السعودية برفقة أسرته، وعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية، بعد ذلك طلبت منه الوزارة المساهمة في تأسيس إدارة الطاقة الذرية وابتعثته لنيل الدكتوراه من بريطانيا في مجال الكيمياء الإشعاعية مع زوجته التي نالت الدرجة نفسها في التخصص نفسه. وبعد أن عاد من بريطانيا تم تعيينه مديرا عاما لحماية البيئة بمصلحة الأرصاد، وأسهم في تبوؤ المملكة مكانة قيادية في حماية البيئة بالبحر الأحمر والخليج العربي وتبني نظاما متقدما لحماية الحياة الفطرية. وكان يرحمه الله أديبا وشاعرا، وكتب مجموعة من القصائد. ومن بينها: إليكَ حنين لاهب يتضرَم تجيش بهِ روحي ويَغْلي بِهِ الدًم حنين إلى بيداءِ نجدِكَ والذُرى تعانق غَيْماتِ السًراةِ وتلثم إلى الشيح في الروْضِ الرطيب وعَوْسَجِ ينام بأَحضانِ السًرابِ ويحلم إلى رَمْلِكَ الدًافي يذيب وهيجه صقيعَ فؤادي في البعادِ ويضرم إلى ليلِكَ الدُاجي تنثُ نجو‘مه ضياءً بأسْرارِ الدُهورِ يفَعًم حنين إلى نخلِ الفراتِ وأَرْزةٍ بِلبْنانَ ‘تسْقَى بالسًحابِ وتطْعَم وقبل تقاعده طلب منه رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن يشرف على مركز أبحاث البيئة والموارد الطبيعية في مدينة الملك عبد العزيز، وكان أكثر مراكز الأبحاث إنتاجا علميا، وركز في إدارته على تنمية العمل بروح الفريق المنتج وليس الفردية. رياض مصطفى الدغيثر