فجعتُ في فقد المقدم أحمد علي الحسيني الشهري أحد أبناء قبيلة بني حسين، فقد كان علما وسيظل كذلك حتى بعد مماته، فسيرته الإنسانية تشهد له قبل العملية، وسجله مشرف في خدمة وطنه، حيث بدأ حياته جنديا في عهد الملك سعود رحمه الله، ثم واصل تعليمه والتحق بعدة دورات في مجاله حتى ارتقى إلى رتبة مقدم الذي كان فيه من الرواد، وأخشى إن أمعنت في سرد مسيرته أن أنقصه حقه. له مواقف كريمة مع أهل قريته، ولا أذكر أن طلب في حدث أو مسألة إلا وكان من المبادرين، عرفه الجميع بنخوته وحبّه لمد يد العون، ونفع كل من حوله، وتلمس حاجات أقاربه وتفقدهم، وعرف بين أهله وجيرانه وجماعة مسجده بجديته ونصحه للجميع، والتواصل مع القريب والبعيد، والإحسان إلى الجيران، وفزعته وشهامته، ونصرة الضعفاء وإكرامهم، فكانوا يتصدرون في مجلسه ويكرمهم ويعطف عليهم ويتفقد أحوال عوائلهم ومستلزمات أهاليهم. لست أنا الوحيد الذي حزن لفراقك، بل الكثير قد حزن؛ لأنهم يعرفونك حق المعرفة، رحمك الله فهذا جانب مشرق في حياتك، وهذه أجور عظيمة أتتك في دنياك وفي أخراك، فهنيئا لك حيا وميتا. فنم قرير العين أيها الرجل الطيب، فمازلت مؤمنا أن الطيبين لا يدومون طويلا، وأنت من أطيب القلوب. ظافر بن معيض الشهري