أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس، أن في هذا الزمان كثر قراصنة العقول، ومروجو الإرهاب الفكري، من خلال بعض القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية لابتزاز عقول الناس، في مآرب أدناس. وبين في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس، أن المسلم الحصيف ينشز عن تلك السفاسف والأغاليط التي لا تقتحم إلا عقول الدهماء والرعاع، مضيفا على شباب الأمة الانشغال بما فيه صلاح أنفسهم وأوطانهم، من خلال الرؤى والمبادرات المتينة لتأصيل الوعي المزدهر في الأمة والرأي المحنك الراجح، وتسهم في تقدم الأوطان والمجتمعات، لافتا إلى أن «الشريعة حريصة على سمو المسلم إلى أعلى المراتب، ليحقق الازدهار من خلال الحث على فعل الخيرات، والمسارعة إلى اكتساب المكرمات». وشدد على أن العزة المنشودة هي التي تكون وفق ضوابط الدين ورسوخ اليقين وتتبنى البناء والتعمير، البناء الفكري والعقدي، والتعمير العمراني والحضاري. وأضاف: «أنعم الله تعالى على بلاد الحرمين الشريفين بقيادة حكيمة تشرف بخدمتهما ورعايتهما، وتقديم أرقى الخدمات لقاصديهما، كما أنها قدمت مبادرات تاريخية موفقة في مختلف قضايا الأمة الإسلامية بما يحقق وحدة الصف وجمع الكلمة، وقد توجتها برؤية مباركة اقتصادية وثقافية وحضارية عملاقة، مبنية على العقيدة الصافية والمنطلقات والثوابت الشرعية». وزاد: «تنبلج من هذه الرؤية تباشير الآمال العريضة، والإيجابيات الشامخة الوطيدة، وتجدد لأبناء الأمة في مقوماتها وطموحاتها ومنجزاتها، كما أنها عمقت المكانة التاريخية والإستراتيجية للمملكة، ولم تغفل العمق العربي والإسلامي وما يصحب ذلك من برامج نافعة في خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين، فهي رؤية قادة وطموح شعب ووثبة وطن وأمل أمة ورسالة عالم، وبهذه الرؤية التاريخية سندلف إلى ربى النبوغ والكمال ومقومات السؤدد والإجلال».