يذهب المفاوضون لإنهاء الحرب يحملون غصن الزيتون، وشعوبهم تتطلع للسلام وإنهاء مسلسل الدم، لكن النظام السوري الإجرامي منذ أن ذهب إلى جنيف2 في 2014 يحمل معه صواريخ سكود والبراميل المتفجرة. تلك هي الحقيقة التي على العالم أن يعرفها. ففي مشاورات جنيف3، ما إن علقت المعارضة السورية المشاورات بسبب استهتار النظام بالقرارات الدولية حتى شن نظام الأسد هجوما حاقدا على حلب لم ينج من هجومه طفل أو امرأة أو شيخ.. وباتت صورة الدم هي الطاغية على المشهد السوري. وبعد الوصول للهدنة التي أعلنتها واشنطن وموسكو أمس الأول بشق الأنفس، يجب أن لا تكون هذه الهدنة كمثيلاتها لقتل الشعب السوري، ولا يجب أيضا أن تتم مطالبة المعارضة فقط بالالتزام بها، فيما الطرف الآخر يخرقها يوميا ويشن هجمات بالصواريخ والطائرات والدبابات على حلب، ويرسل الحشود ويستقدم المقاتلين المرتزقة ولا يلتزم برفع الحصار ويسرق المساعدات. وأخيرا وليس آخرا على المجتمع الدولي التحرك سريعا لإنقاذ حلب التي تحترق وتدمر بصواريخ الأسد، وسط تخاذل واضح من العالم الذي اكتفى فقط بالاستنكار والشجب اللذين لم يعودا يفيدان.