حتى لحظة كتابة هذا المقال بلغ عدد طلبات الحجز لتناول الطعام في أول مطعم للعراة ينتظر أن يفتتح مطلع هذا الصيف في لندن 33 ألف طلب، وسيتعين على الضيوف أن يخلعوا ملابسهم قبل التوجه إلى طاولاتهم المحجوزة ليقوم ندل ونادلات عراة أيضا بخدمتهم وتقديم الطعام لهم ! فكرة المطعم تقوم على العودة إلى جذور الحياة الإنسانية عندما كان الإنسان يهيم عاريا على وجه الأرض، وسيكون ديكور المطعم وأدواته من جذوع الأشجار وصخور الأرض ! فكرة التعري بحد ذاتها ليست جديدة، فهناك شواطئ للعراة وأندية ليلية للتعري، كما أن التعري في المجتمع الغربي لم يعد إيحاء جنسيا كما بدأ في منتصف القرن الماضي بقدر ما أصبح جزءا من ثقافة الحياة في المجتمعات المتحررة رغم أن الأنظمة ما زالت تمنع التعري التام في الأماكن العامة وتعاقب فاعليه ! القائمون على المطعم يستلهمون فكرته من العودة إلى جذور الإنسان العاري، لكن الحقيقة أن أول شيء امتلكه الإنسان الأول بالفطرة هو الحياء وأول شيء فعله هو تغطية عورته بورق الشجر ! أعداد المسجلين في قائمة الانتظار لا تعني شيئا في مدينة يقطنها الملايين ويزورها الملايين، وهؤلاء الحاجزون أغلبهم يدفعهم الفضول للتجربة ومنهم من لن يمتلك الجرأة لفعلها عندما يتم تأكيد حجزه، كما أن تناول الطعام مرتبط بالشهية وما يسدها أو يفتحها، وليس بالضرورة أن تمتلئ الطاولات المجاورة بال «Models» !