ركز كتاب «بدايات التصوير الصحفي في المملكة العربية السعودية» على الرؤية التحليلية لبدايات الصورة في الصحافة السعودية، خصوصا أنه لم يسبق لباحث تتبع تاريخ التصوير الفوتوغرافي واستخدامه في الصحافة السعودية، مع أهمية الموضوع كون التصوير من أهم وسائل الصحافة لإبراز أخبارها وتحقيقاتها. وكانت الصحافة السعودية في بداياتها المبكرة، كما يوضح الإصدار، تستخدم بعض الصور الرسمية والإعلانية و «الإكليشات» الجاهزة، وظل التصوير الفوتوغرافي الصحفي حتى نهاية عهد الملك عبدالعزيز يستخدم بشكل محدود، ونقل الإصدار عن عبدالله بلخير الذي أشرف على المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قوله إن الملك سعود لاحظ ضعف التغطية الصحفية لأخبار وفد المملكة إلى مؤتمر حركة الانحياز (1374/1955) وخلوها من الصور الفوتوغرافية فأمر بإنشاء هذه المديرية لتتولى تغطية النشاط الرسمي للدولة وتوثيقه بالقلم والصورة. ومع أن الصورة الصحفية في البداية كانت موضوعا له حساسية خاصة بسبب التحفظ الديني على مبدأ التصوير خصوصا تصوير الأحياء إضافة لمعارضة التصوير من بعض طلبة العلم الشرعي، إلا أن الصورة الصحفية السعودية تجرأت على الماضي وأصبحت ذات انتشار كبير في الصحافة السعودية الحديثة خصوصا بعد نظام المؤسسات الصحفية. وتضمن الإصدار قراءة تحليلية لعدة صحف ومجلات صادرة في العهد السعودي ابتداء من عهد الملك عبدالعزيز إلى صدور نظام المؤسسات الصحفية، منها: أم القرى، الإصلاح، صوت الحجاز، المنهل، البلاد، اليمامة، الرياض، أخبار الظهران، الإشعاع، الإذاعة، حراء، الأضواء، عرفات، الندوة، الرائد، قريش، القصيم، الروضة، الجزيرة، راية الإسلام، عكاظ، التجارة، الرياضة، الأسبوع التجاري، ومجلة رابطة العالم الإسلامي. جاء الحديث في الكتاب بداية عن تاريخ الصورة الصحفية وتطورها ووظيفتها وعرضها، والتطور في محتوى الصحيفة من زيادة عدد الصور حجمها، وسرعة نقلها، ووظيفتها وطريقة عرضها، تبع ذلك موجز تاريخ التصوير في المملكة، تضمن قصة أقدم صورة فوتوغرافية التقطت داخل أراضي المملكة، واهتمام المستشرقين بتصوير أماكن كثيرة في المملكة، وتوسع اهتمام الرحالة الغربيين في القرن العشرين الميلادي بالتصوير في أراضي المملكة. وجاء في مقدمة الكتاب حديث بشكل مختصر عن بدايات الصحافة السعودية؛ مثل: نشأة الطباعة في الحجاز، وصحف العهد العثماني والهاشمي، والصحافة في عهد الملك عبدالعزيز، والصحف والمجلات الصادرة في عهده، والصحافة قبل صدور المؤسسات الصحفية. من جانب آخر، أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في مقدمة الكتاب أنه مصدر لتوثيق الصور التي نشرت في الصحف السعودية المتعلقة بتاريخ المملكة، أما أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية محمد الراشد فأوضح أن فكرة نشر الكتاب بعد إقامة معرض الصور الصحفية التاريخية في الصحافة السعودية الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، عندما كان وليا للعهد عام 1434ه، مبينا أن مكتبة الملك فهد ومؤسسة التراث أرادتا من خلال الإصدار الإسهام في توثيق وإبراز جانب من تاريخ الصحافة في المملكة، وخصوصا ما يتعلق ببدايات استخدام الصورة في الصحف المحلية.