إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر! أردنا الحياة بشدة واستجاب الله وبدأت بوادر ليل التشدد تنجلي وتتبدد شيئاً فشيئاً، وبدأ أملنا يكبر «برؤية» الأمير الشاب محمد بن سلمان والتحول الذي بشرنا به بإطلالته الآسرة على شاشة العربية الأسبوع الماضي. لن يعتدل مجتمع ما إلا بعد أن تُفتح أمامه كل سبل الحياة؛ كل آفاقها، كل مجالاتها، كل جمالها.. هنا ستتراجع رحلة البحث عن الموت وتبدأ رحلة الحياة الحقيقية المليئة بالعطاء والإنسانية؛ تتعطل رحلة الشباب الباحث عن الإثارة والأكشن وحور العين في محارق الحروب وأراضي النزاع والدماء إلى الأكشن على مقاعد السينما والمسارح والحفلات والمهرجانات المنظمة. يربط بعضهم بين حب الحياة وجمالها بالبعد عن الدين والقرب من المعاصي وهذا ربط خاطئ فالله سبحانه وهبنا الحياة لنعيشها، ونتعبده في عمارة الأرض ونشر الإنسانية ونثر المعاني الجميلة فيها بسلوكنا الذي لا يخرج عن دين الله وما تحويه دفتا كتابه العظيم من تعاليم عظيمة وهو القائل سبحانه «فامشوا في مناكبها». مررنا بتجارب مريرة صاغها التشدد فالتطرف ثم تبلور على شكل مارد الإرهاب الذي نحاول التعافي منه رغم أننا ما زلنا في مرحلة محاربته بتوجهات وخطى جديدة في التعليم والبرامج التوعوية وتعبئة أمنية وتوجه جديد في برنامج المناصحة لإعادة تأهيل من انخرطوا في هذا الطريق وإعادتهم إلى جادة الصواب ودمجهم في مجتمعهم ليصبحوا أفرادا صالحين منتجين. نعم نحن مجتمع طبيعي نتوق للحياة بوجهها الإنساني الجميل لا المتوحش، بمظهرها الأنيق لا البشع، نريد جمالها وأصواتها وطبيعتها، نريد أن نفتح عيوننا على الألوان فيها ونصغي للموسيقى وأصوات البهجة حولنا دون وجل أو تشويه أو تشكيك في عقائدنا وديننا وعلاقتنا بخالقنا!. يقول أبو القاسم الشابي: ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر! صدق أبو القاسم وكذب أعداء الحياة.