خلق الله البشر بشخصيات مختلفة، فهناك من يبحث عن المعرفة، وهناك من يبحث عن المتعة، والظهور، والمغامرة، والمجازفة، وكل شخصية تتبع نمطا نفسيا، والمغامرون يختلفون، فمنهم من يحاول إثبات نفسه، ومنهم من يعشق الظهور، ومنهم من يعاني تمردا داخليا. وترى المستشارة الاجتماعية الدكتورة بثينة باعباد، أن روح المغامرة لدى الشباب أمر إيجابي، متى ما تقيد الشاب بوسائل السلامة، وأن يقوم بمغامرات مدروسة جيدا وبعناية، حتى لا يتسبب لنفسه بكارثة، وأن المغامرة والمجازفة تساهمان في تقوية الثقة بالنفس بل وتساعد المغامر على خوض تجارب قد تساهم في تقدمه علميا ومهنيا واجتماعيا. كما أشارت باعباد إلى أن هناك خطا رفيعا بين المغامرة والحماقة والعقل السليم هو الفاصل بينهما. ومن جانبها، أشارت الاختصاصية النفسية الدكتورة صباح الرفاعي إلى أن المغامرة والمجازفة لهما جوانب إيجابية وسلبية فقد يكون المغامر متمردا نفسيا يعرض نفسه للتهلكة بسبب التمرد، وهناك من المغامرين من يسعى للشهرة والظهور والتميز، بطرق خطيرة قد تودي بحياته وبأسباب خلفية نفسية قد عانى منها أثناء نشوئه، والبعض من المغامرين هم من يعيش اللحظة، ويستمتع بها لإرضاء ذاته، وقد يساهم هذا أيضا بتطور الثقة بالنفس. وأشارت الرفاعي إلى أنه ليس للمغامر عمر محدد، مع أن أغلبيتهم مراهقون بداخلهم شحنة وطاقات يسعون إلى إفراغها ولابد أن تفرغ تلك الشحنات بعقلانية والبعد عن الخطر بشتى الطرق. ويشير الاختصاصي النفسي الدكتور يحيى عسيري إلى أن السمات الشخصية تختلف من شخص الآخر، ويأتي هذا الاختلاف في السمات من خلال البناء الوراثي أو أمر تميز به من الله تعالى، وبها يعرف جوانب حياته عند النمو، وهذا أمر فطري، ويظهر جليا في كثير من تصرفاته، وتلك السمات شأنها شأن الموهبة، إلا أن المغامرة تبنى من عدة جوانب نفسية وجسدية وتعمق في العقل من خلال الشواهد الحية والممارسة التطبيقية، وهناك يكنز الشاب المغامر من خلال عقله واقع تلك المغامرة فتحرك في داخله حب التميز حتى وإن كان ذلك على حساب صحته وسلامته، وقد أثبتت الدراسات أن المغامرة ليست شجاعة في القلب أو الفكر بل هي سمة مختلفة محددة بشكل خاص وفي إطار معين، ومن هذه التصرفات التي تحسب على الشاب بأنها مغامرة، ما يقومون به من أمور خطرة في شكلها العام في منظور الآخرين إلا أنها تحدٍ من وجهة نظره لكي يكسب رهان نفسه ويظهر بأنه أقوى من ذاته الداخلية التي قد تحجمه في بعض من الأمور.