رأت الشاعرة الدكتورة هند المطيري، أن الملتقيات الأدبية تهمش وتقصي الأدباء، مما يكون «الأدب» اسما للفعالية فقط، معتبرة أن ذلك إقصاء للأدباء، مطالبة بدعوة الأدباء ومشاركتهم والاهتمام بهم لأنهم معنيون بذلك. وقالت المطيري ل «عكاظ»: «أكثر ما أثارني حينما قرأت في أحد المواقع المعنية بأخبار الثقافة إعلانا عن مؤتمر الرواية الأول في بيروت، بحضور أكثر من 35 روائيا عربيا ولبنانيا، واتضح من تفاصيل الخبر الذي أعلن فيه عن الجلسة الأولى أن جلسات الملتقى تضم روائيين عرب بارزين وناقدا متخصصا بالنقد الروائي، وحين قرأت الخبر والتفاصيل أكلتني الحسرة على ملتقياتنا الأدبية في المملكة، فعندنا تعقد الملتقيات الأدبية لدينا ولا يدعى لها الأدباء، ويظل الأدب اسما فقط للفعالية، فملتقى الرواية وملتقى الشعر وملتقى القصة، وملتقى المسرح (إن شاء الله له أن يكون في يوم من الأيام)، كلها عناوين لفعاليات يغيب فيها الشاعر والروائي والقاص والمسرحي، وإذا حضروا يكون حضورهم هامشيا من باب (شوفونا نهتم)، فتعقد لهم أمسية على هامش فعاليات كثيرة لا يحضرها إلا النقاد، الملتقيات عندنا مخصصة للأوراق النقدية، والأندية الأدبية أيضا تصرف جل لقاءاتها على مدار العام على النقد، أما الأدب فيحضر على استحياء». وتؤكد المطيري: ليس ثمة فرق بين أن تحضر ملتقى عنوانه (ملتقى النقد الأدبي) أو (ملتقى قراءة النص)، وبين أن تحضر ملتقيات تحمل العناوين السابقة، فكلها نقد أدبي، حتى ملتقى الأدباء السعوديين، الذي اختفى في ظروف غامضة، لا علاقة له بالأدباء ولا علاقة للأدباء به، هو ملتقى للنقد والنقاد، تقدم فيه أمسية أدبية ليلة الافتتاح؛ لأن الوقت لا يسعف لافتتاح جلسة نقدية في ذاك الوقت الذي يكون عادة عشاء. وتطالب بحضور الأدباء وعدم تهميشهم فحين ننظر الى الملتقى اللبناني العربي، الذي يتفوق فيه حضور الروائيين على حضور النقاد، بواقع ثلاثة مقابل واحد، وتلك قسمة عادلة، عند من يدركون أن أهل الصنعة أولى بصناعتهم، حين يكون العنوان (ملتقى الرواية العربية). وتختم المطيري متسائلة: متى نشهد مثل هذا الاهتمام، ومثل هذا الوعي؛ فيصير (ملتقى النقد الأدبي) موجها لما يعرف بنقد النقد، ويكون (ملتقى قراءة النص) موجها للنظر في الممارسات النقدية التطبيقية، وتكون ملتقيات الأدب (الشعر، الرواية، القصة، المسرح) موجهة للإبداع وقضاياه؟