بينما كانت «عكاظ» تواكب التغطية الإعلامية للرؤية السعودية 2030: السعودية... العمق العربي والإسلامي... قوة استثمارية رائدة... ومحور ربط القارات الثلاث، كان رجال الأمن البواسل يجوبون البوادي وأعالي الجبال في أقصى جنوبي المملكة في مهمة أمنية نوعية انتهت بمقتل داعشيين عقب محاصرة رجال قوات الطوارئ لهما في جبال محافظة بيشة بمشاركة المروحيات. وقبل مهمة بيشة ب11 ساعة تعرض موقف خارجي مخصص لدوريات قوة أمن الطرق، في حي محاسن بالأحساء لانفجار عبوة ناسفة، نتجت منه إصابة طفيفة لأحد منسوبي القوة، وأضرار محدودة لخمس سيارات كانت متوقفة بالموقع، باشرتها الأجهزة الأمنية بإجراءات الضبط الجنائي للجريمة التي لا تزال قيد المتابعة الدقيقة. عمليات إرهابية خبيثة يحاول أربابها تعكير فرحة الشعب بالرؤية السعودية الطموحة نحو مشروع المملكة في كل مكوناتها الإستراتيجية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتنموياً، لكنها لا تعدو إلا محاولات فاشلة لميليشيات الإرهاب في زعزعة وطن قائم على ثوابت راسخة وعلاقات وفاء ومحبة بين الشعب وقيادته ومؤسساته الأمنية. وبرغم انطلاق أعمال الرؤية السعودية 2030 وعنونها ولي ولي العهد ب «السعودية... العمق العربي والإسلامي» لم يدرك العقل الإرهابي أن السعودية قوية في عمقها المحلي والعربي والإسلامي بوجود قوات أمن الطوارئ الخاصة، إذ وضع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أساسها القائم على حفظ الوطن ومواطنيه والمقيمين، ومواجهة الأعمال الإرهابية من قبل أفراد الفئة الضالة وأصحاب الأفكار المنحرفة. وعلى مدى 12 عاما تولت قوات الطوارئ بجانب الأجهزة الأمنية الأخرى مهمة حماية الوطن المباشرة من الإرهابيين والمخلين بالأمن ونجحت في القبض على المتورطين بقضايا إرهابية، إذ أولاها ولي العهد اهتماما خاصا ملموسا أدى إلى تطويرها ورفع كفاءة جنودها، وأسهم في رفع قدرتها وقوتها للتصدي لعناصر الإرهاب والتخريب ومواجهتها بأساليب حديثة وفاعلة ضيقت وحاصرت أصحاب الفكر المنحرف. وأمس الأول ما بين حادثتي الأحساءوبيشة في مدينتين تتجاوز المسافة بينهما نحو 1700 كيلو متر وتشتهران بالنخيل، تتواجد عيون قوات الطوارئ الخاصة لتكمل تطورها لمواجهة الإرهاب بأفضل الوسائل والتجهيزات لدحر الفئة الضالة وإثبات كفاءتها وقدراتها في التصدي والردع لكل مخرب وفاسد، وذلك من خلال التعامل الذكي مع تلك الفئة وإفشال أساليبها ووسائلها وفهم خططها ودراسة كيفية تفكيرها ومواكبة كل المستجدات، وهو ما عزز توجيه الضربات الاستباقية لها ومحاصرتها وتشديد الضغط عليها ما نتج منه إفشال عملياتها الإرهابية وإحباط مخططاتها الخبيثة. قوات الطوارئ قصة نجاح أمن وطن بجنوده وضباطه، انطلاقاً من قوة شكيمتهم وإخلاصهم في أداء أعمالهم لتجفيف منابع الإرهاب وتجنيب البلاد خطر الخوارج المفسدين في الأرض، والوقوف لهم بالمرصاد في كل زمان ومكان بترصد تحركاتهم وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ومرخصون دماءهم لأجل أمن الوطن واستقراره.