من شبهوا الأمير محمد بن سلمان بجده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في ملامح الوجه والجسد، عليهم أن يضيفوا شبها آخر، أثبتته رؤية السعودية 2030، والمتمثل في وثبة وروح الشباب القائدة للتغيير، والمليئة بالطموح لما هو أفضل، وتغيير واقع الحال إلى مستقبل أفضل، كما فعل جده المؤسس. وبذا يكون الأمير النابه قد أصبح ببرنامجه الجديد، هلال رؤية التحول الوطني، وكأن المثل العربي الشهير الذي يقول «من شابه أباه فما ظلم»، قد طاله بعض تغيير ليتماشى مع ما يشهده العالم من تغاير ليصبح «من شابه أباه وجده فما ظلم». والمتتبع لتاريخ القيادة السعودية على مر العصور، يلحظ أنه مشبع بمواعيد ثابتة مع الحيوية وروح الشباب الوثابة والمتطلعة دوما إلى الأفق الأبعد، المختلف كليا عن الواقع المعاش، غير أن البعض يراه ضربا من الخيال، أو المستحيل، إلا أن اليقين التام والكامل لدى القيادات السعودية الشابة جعلت تلك الضروب المستحيلة، حقائق على أرض الواقع، ما قفز بالبلاد إلى مواقع متقدمة، لم يكن يتصورها أحد. ويعيد المشروع النهضوي الكبير الذي قدمه الأمير محمد بن سلمان، الثنائية التاريخية بين القيادات السعودية الشابة وبين التغيير، وصناعة التاريخ، الذي تحتفظ سجلاته بأحداث عظيمة كان أبطالها قادة سعوديون في مرحلة الشباب، فمن أبرز ما يمكن أن تستدعيه الذاكرة للملك المؤسس عندما وقر في قلبه وعقله في ريعان شبابه استعادة ملك آبائه وأجداده، وبحسب ما دونته دارة الملك عبدالعزيز في موقعها الإلكتروني، تمكن الملك في 15 شوال 1319 الموافق 15 يناير 1902، من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ما كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة، نظرا لقيام دولة سعودية حديثة تمكنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجالات. ولقد توفرت للملك عبدالعزيز الصفات القيادية العظيمة التي مكنته من حمل مسؤولية تأسيس دولة حديثة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها، إذ عرف عنه تمسكه بالعقيدة وبره بوالديه، ومحبته للخير والعلم وشجاعته وفروسيته، وهي خصال، لعمري، يقرأها القاصي والداني في شخصية الحفيد النابه محمد بن سلمان.