لقد كانت محاولة صدام حسين احتلال الكويت مؤلمة كدرت نفس المواطن العربي ليس فقط في الخليج، وإنما في جميع الدول الإسلامية والعربية وأيضا العرب حيثما كانوا. وأملا في تقديم عمل صحفي يعيد البسمة على الوجه قمت والرسام الشهير مصطفى حسين ورسام الجمهورية أحمد طوغان -رحمهما الله-، والأستاذ عبدالرحمن السبيعي، بالعمل على إصدار مجلة «كاريكاتير» التي استطاعت أن تسحق جميع المجلات الأخرى ك«صباح الخير» و«روز اليوسف» من أوهام خاطئة. وبطبيعة الحال فقد حاول الأستاذ مصطفى حسين التعامل مع الرسامين والكتاب والفكهين وكان من بينهم الأستاذ علي سالم مؤلف مسرحية «مدرسة المشاغبين». وذات ليلة أقامت المجلة حفلا ضم بعض الكتاب والرسامين وخلال تناول العشاء حاول مؤلف مسرحية «مدرسة المشاغبين» أن ينال من صاحب الفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، فما كان مني وأنا المحب للشيخ الشعراوي -رحمه الله- إلا أن أتصدي لعلي سالم وتصحيح ما قاله عن الشيخ الشعراوي. ولم أكتف بذلك بل ذكرته بالآثار الرائعة للشيخ بأنه لم يقم بزيارة إسرائيل لا سرا ولا جهرا.. في الوقت الذي نعرف أنك زرتها سرا قبل اتفاق «كامب ديفيد»، ثم تكررت زياراتك لها جهرا بعد الاتفاق إياه بين مصر وإسرائيل. وليس هذا فحسب: فإن الشيخ الشعراوي يجاهد لتثقيف الأمة الإسلامية من خلال الحوارات التلفزيونية أو الإذاعية أو الندوات التي يعقدها ويشهدها جمع كبير من أهل «لا إله إلا الله». وليس هذا فحسب فقد قام بتفسير القرآن الكريم تفسيرا بليغا وافقه الإلهام من الله. وبصوت مرتفع قلت لعلي سالم: فماذا قدمت أنت؟ «مدرسة المشاغبين» التي ضللت بها الشباب بالمسخرة وقلة الأدب في معاملة مدرسيهم؟ وهنا انسحب من على المائدة لأنه لم يكن يتوقع أن أحدا يجرؤ على مواجهته. لقد عاد إلى ذاكرتي هذا الحوار إثر ما نشرته «عكاظ» يوم الأربعاء 13/7/1437ه بعنوان: (طلاب يسقطون «هيبة» المعلم.. و«التعليم» ترد ب23 كلمة) وقد تضمن الخبر: «رد «تعليم الرياض» في 23 كلمة فقط على مقطع مرئي يظهر طلابا يسيئون لمعلمهم في الفصل، ويرقصون ويتلفظون داخل المدرسة، ببيان يؤكد التوصل للطلاب المسيئين، ويعلن تكوين لجنة تحقيق بدأت مهماتها، ومن المتوقع إعلان نتائجها لاحقا. ويتوقع صدور عقوبات تربوية رادعة بحق الطلاب المسيئين إذا توصلت اللجنة لإدانتهم». السطر الأخير: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا