بداية أستميح الأساتذة أصحاب المؤلفات التي اتخذت من يوم السبت موعدا لنشر ما وصلني منهم بحسب استلامي لها.. بأن يسمحوا لي هذا السبت فقط بنشر رسالة كريمة تلقيتها من الأستاذ محمود شاولي الوزير المتقاعد بوزارة الخارجية تعليقا على ما كتبته بعنوان ((كلنا نحب الفهد)) تغمده الله برحمته. يقول الأستاذ محمود شاولي: أخي عبدالله: قرأت صبيحة هذا اليوم السبت 25/5/1437 ما خطه قلمكم السيال ضمن عمودكم اليومي «مع الفجر» بجريدة «عكاظ» تحت كلمة (كلنا نحب الفهد). توقفت برهة عندما وصلت بنا وتحدثت عن الملك فهد رحمه الله الذي على يديه كان انتشار التعليم. تذكرت ما صادفناه قبل أكثر من نصف قرن.. كنا ثلاثة أصدقاء: محمود عمر شاولي، عبدالرحمن ناقرو، وعبدالله غندورة. حالت بينهم ظروف الحياة القاسية وبين مواصلة التعليم أسوة بالآخرين، ومرت علينا ثلاث سنوات من الانقطاع قضيناها في البحث والجري وراء لقمة العيش وكلنا حنين إلى العودة للدراسة «بالانتساب». اتجهنا إلى إدارة التعليم في موقعها بحارة القشاشية بمكة المكرمة نسأل ونبحث عن إمكانية قبولنا بالدراسة وأداء الامتحان بالانتساب، فأخبرونا أن اللوائح والأنظمة والتعليمات تجيز للطالب المنقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات أداء امتحان الثلاث سنوات. فتقدمنا على التو بطلباتنا والتحق بنا زميل آخر هو الأخ رشاد جمال، وتمت الموافقة على طلباتنا وبدأنا الاستعداد للمذاكرة والجد والاجتهاد حتى أننا واصلنا الليل بالنهار. وقبل موعد الامتحان بثلاثة أيام جاء من يقول لنا بأن الموظف الكبير الذي عين أخيرا أبدى امتعاضا من نظام الثلاث سنوات وأضاف أن عليكم مراجعته قبل فوات الآوان. اتجهنا في الحال إلى المسوؤل، تكلمنا معه، شرحنا وضعنا فأصر على موقفه وكانت لنا صدمة، وأي صدمة أدهى وأمر!! خرجنا من مكتبه هائمين على وجوهنا فوجدنا أمامنا إدارة البرق والبريد فبعثنا بشكوانا إلى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز والذي عين مؤخرا وزيرا للتعليم – يرحمه الله – شرحنا لسموه في البرقية التي أرسلناها له في الرياض وضعنا وخيبة أملنا وتحطم آمالنا من هذا المنع.. وما هي إلا سويعات حتى جاء الرد من سموه بالسماح لنا بدخول الامتحان، كان ذلك في عام 1376 ونجحنا ولله الحمد وكان عدد طلاب تلك المرحلة 22 طالبا.. إنه موقف لن ننساه. يا أخي الكريم.. كم وكم من المواقف الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، تجعلنا نتذكره بكل خير ونسأل الله أن يجزيه بالخير. السطر الأخير: قال الله تعالى في سورة المزمل: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا.