قادت العمليات الأمنية الاستباقية للأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب في السعودية إلى إضعاف تنظيم داعش الإرهابي، وتلقى الإرهابيون ضربة موجعة بعد إطاحة خبراء ومعامل المتفجرات في التنظيم، ما أجبرهم على استخدام أساليب مختلفة بحثا عن تحقيق انتصارات إعلامية رخيصة. سعى عناصر «داعش» الإرهابي في حادثة استهداف مواقف سيارات قوات أمن الطرق أمس الأول في حي محاسن بالأحساء، وقبلها إحدى دوريات الأمن التابعة لشرطة الدلم بعبوة ناسفة، إلى تغيير نمط عملياتهم الإرهابية إلى منهج آخر يتمثل في محاولة زعزعة أمن واستقرار البلاد.. محاولات مثل تفجير المساجد وقتل الأقارب ثم استهداف المقرات الأمنية. إذ يلاحظ من العمليات الفاشلة سعي التنظيم الإرهابي إلى محاولة كسب انتصار إعلامي بأعمال عشوائية تسجل حضوره فقط، على خلاف العمليات الإرهابية السابقة، إذ تعمل العناصر الإرهابية على الظهور عبر تسجيل فيديو يكشفون فيه هوياتهم. ضربات متتالية نجحت الجهات الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب في توجيه ضربات استباقية متتالية لتنظيم داعش الإرهابي في المملكة والاستمرار في شن الحرب عليه وإضعافه عبر القبض على أربعة «خبراء» من المتخصصين في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة في منطقتي الرياض والقصيم إلى جانب كشفها خمسة معامل متكاملة لصنع المتفجرات. وحققت الأجهزة الأمنية نجاحها المشهود برغم سعي التنظيم الإرهابي إلى توزيع مواقع معامله بين المنازل والاستراحات. وتعد الكميات المضبوطة في تلك المعامل الخمسة من الخلائط المتفجرة الجاهزة. إضافة إلى كميات من المواد الأساسية التي تدخل في تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة، وتبين أنها كميات كبيرة كانت ستشكل خطرا كبيرا لو استفاد منها عناصر تنظيم داعش الإرهابي في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية. إثبات وجود عن اختلاف أسلوب تنظيم داعش الإرهابي في تنفيذ جرائمه. أوضحت الباحثة في التاريخ السياسي والعسكري تواصيف العنزي ل«عكاظ» أن تنظيم داعش الإرهابي ظل يستخدم العبوات الناسفة في عملياته الإجرامية غير أن الأساليب تطورت بهدف إثارة العبث والفوضى، وهذا دليل ومؤشر على فشل أساليب الإرهابيين بتنظيماتهم كافة، إذ تحبط معظم عملياتهم قبل تنفيذها والمقصد من هذا الأسلوب في التفجيرات ليس إحداث أضرار جسدية أو إتلاف الممتلكات بل رسالة تهدف إلى إثبات وجود فقط على المسرح السياسي. تفكيك الخلايا وعن مدى تأثير الضربات الاستباقية التي نفذتها الأجهزة الأمنية ضد عناصر تنظيم داعش الأرهابي وإجبارهم على تغيير أساليبهم الإجرامية، أشارت العنزي إلى أن الجهاز الأمني في السعودية من أقوى الأجهزة، وللمملكة باع طويل في محاربة الإرهاب وإفشال عديد من المخططات قبل حدوثها مهما كانت تكتيكاتها، كما نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك كثير من الخلايا, فضلا عن أن الضربات الاستباقية أصابت تلك التنظيمات بالشلل. والدليل على ذلك لجوء التنظيمات إلى تكتيك العبوات الناسفة، ما يؤكد إحساسها باليأس بعد تضييق الخناق عليها. واستذكرت العنزي أن تنظيم القاعدة الإرهابي في سنوات ماضية استخدم التكتيك ذاته (العبوات الناسفة) وكان وقتها في مرحلة الاحتضار، فالعبوات هي السلاح الأخير لهذه التنظيمات.