تستحق كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية أن تكون وثيقة لخريطة طريق العالم الإسلامي، تلك الكلمات الموجزة والمعبرة التي تعكس هواجس ملك يحمل هموم الأمة.. «إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة، يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي». كانت كلمات شفافة تحمل الصدق والأمانة تجاه الحاضرين وتجاه الأمة الإسلامية، خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رؤساء وقادة وزعماء الأمة الإسلامية في افتتاح القمة الإسلامية بلغة صريحة وواضحة. لقد وضع الملك سلمان في خطابه التاريخي العالم الإسلامي في حقيقة وطبيعة التدخلات الإيرانية السافرة وانعكاسات هذه التدخلات في إثارة الفتن والانقسامات والنعرات الطائفية ودعم طهران للميليشيات المسلحة بهدف زعزعة أمن واستقرار العالم الإسلامي. وقوبل خطاب الملك سلمان المباشر في القمة وتحديدا عندما تحدث عن التدخلات السافرة في الشؤون العربية والخليجية ليس فقط بالاهتمام بل أيضا بالترحيب والقراءة الفاحصة، لما تضمنه من لغة واضحة ومباشرة تجاه من يزعمون أنهم حماة الأمة ودعاة توحيد الجبهة الإسلامية وهم دعاة تدمير وقتل وإرهاب وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء السوريين والعراقيين. القضية الفلسطينية والسورية واليمنية حاضرة بقوة في كلمة الملك سلمان، إذ أكد ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وإنهاء الأزمة السورية وفقا لقرارات «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن 2254 ودعم الجهود المبذولة من الأممالمتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذا لقرار مجلس الأمن 2216. ولأن الإرهاب يحظى بالأولوية تحدث الملك سلمان بواقعية عنه عندما قال إن واقعنا يحتم علينا الوقوف معا أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فسادا باسم الدين الذي هو منهم براء. خطاب الملك سلمان في إسطنبول كان رسالة مباشرة لروحاني الطائفي لكي يفهم أن زمن الهيمنة والسيطرة قد ولى وحان وقت الحزم والخطاب المباشر.