لا توجد مهارة يكتسبها الفرد من ذاته، مهما كان موهوبا أو ملهما.. هو دائما في حاجة إلى مصدر يتعلم منه، مهما اختلفت تلك المصادر حسب الإمكانات المتاحة عبر التاريخ. مهارة (التعليم) وآليات التدريس وطرقه وأساليبه هي واحدة من المهارات التي لا يمكن اكتسابها وإتقانها إلا من خلال تعلمها. فكل معلم - في أي موقع - هو في حاجة إلى أن يتعلم (مهارات التعليم). رغم أن موضوع «الدورات الإجبارية للمعلمين والمعلمات ومن في حكمهم» سبق طرحه عدة مرات، إلا أن المقاومة الحائلة دون تنفيذه تبدو قوية، والمشاكل التعليمية التي سببها ضعف أداء المعلم في تزايد. والمقصود بضعف الأداء ليس ضعف المستوى العلمي.. ففي بعض الأحيان يكون المعلم (علامة) في مجاله بلا أدنى شك، ولكنه مبتدئ - أو جاهل - في طرق التدريس وإيصال المعلومة. والأمر لا يقتصر على المدارس فقط.. ولكن المشكل ينتشر حتى في المعاهد والمؤسسات التعليمية الأخرى - على رأسها الجامعات -. فكل تلك المؤسسات مليئة بمعلمين ليس لديهم فكرة عن طرق التدريس وآلياته ووسائله.. خصوصا الطرق الجديدة والحديثة التي يتم ابتكارها وتطويرها سنويا. طالما أن وزارتي التعليم العام والتعليم العالي أصبحت تحت طائلة وزير واحد، أصبح من الممكن إصدار نظام موحد لكافة المعلمين؛ من أساتذة ودكاترة وفنيين، يفرض على كل من يمارس مهنة التعليم أن يأخذ دورة متخصصة في طرق التدريس سنويا. ويجب أن يترتب على عدم حضور تلك الدورات سحب بعض الامتيازات؛ تصل إلى حد الإيقاف عن التعليم. المدارس والمعاهد والجامعات مليئة بالمعلمين الذين لا يملكون سوى القليل جدا من مهارة التعليم، وإذا كان المعلم لم يتعلم مهارة التعليم.. فلن يكون لدينا تعليم جيد أبدا.