لا يكدر صفو سكان قمة جبل أدقس في المدينةالمنورة، سوى العزلة التي يفرضها عليهم الطريق الوعر الذي يربطهم بسفحه، وعلى الرغم من مطالبهم المتكررة بتعبيده منذ ربع قرن، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب، فظلوا في مرمى انهيارات الصخور التي تتساقط عليهم باستمرار، فضلا عن انقلاب المركبات على الطريق المتهالك. ويستغرب أهالي جبل أدقس أو جبل خشب، كما يطلق عليه البعض، مما اعتبروه تجاهل الجهات المختصة لمنطقتهم التي ترتفع 2000م، عن مستوى سطح البحر، وتعد مصيفا رائعا لمنطقة المدينةالمنورة، إلا أنها تفتقد لكثير من الخدمات الضرورية، مشيرين إلى أن الطريق الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي ترابي بمسار واحد وتم تمهيده بجهود ذاتية. وأكد عويد الرويتعي أن مخاطباتهم لإدارة النقل في المدينةالمنورة بتعبيد الطريق الذي يربط قمة الجبل بالسفح لم تجد نفعا منذ ما يزيد على 25 عاما، مشيرا إلى أن ما يطالبون به ليس صعبا، إذ لا يتجاوز طول الطريق 14 كلم، متمنيا أن يكون ممهدا بمسارين من أجل سلامة العابرين. وانتقد عبدالرحيم السهلي تجاهل الجهات المختصة لمنطقة جبل أدقس، على الرغم من تمتعها بطبيعة خلابة تجعل منها مصيفا نموذجيا، يدعم السياحة في المنطقة، مشددا على أهمية فتح الطرق المؤدية إلى الجبل من ثلاثة اتجاهات اليتمة والقاحة ووادي الفرع، وربطها ببعضها البعض مع تأمين الخدمات الضرورية فيها. وذكر عبدالرحمن الرويتعي أن الطريق الصاعد للجبل ترابي لا يتسع إلا لمركبة واحدة شيد على نفقة الأهالي، «ولا زلنا نحتفظ بالفواتير التي توضح تكاليف إنشاء الطريق»، متمنيا من الجهات المختصة الاهتمام بالطريق وتعبيده وتطويره ليصبح مسارين ، وشكا من أن العزلة التي يعيشونها بسبب وعورة الطريق عطلت كثيرا من مصالحهم وضربت مصادر رزقهم، وباتوا يجدون صعوبة في الترويج لمنتجاتهم الزراعية والعسل الذي يستخرجونه من المناحل المنتشرة بكثرة في جبل خشب، متمنيا إنهاء معاناتهم سريعا، خصوصا أن الطريق المتهالك لا يزيد طوله على 14 كلم. وبين الرويتعي أن الجبل يمتاز بأجواء جميلة خلال فصل الصيف، حيث تهطل عليه الأمطار بغزارة، وتنتشر عليه أشجار العرعر والأحواض والمدرجات الزراعية، ما يجعله مقصد المصطافين، متسائلا عن دور الهيئة العامة للسياحة في الارتقاء بالخدمات فيه. في المقابل، أفاد مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالله مسعد الاحمدي بأن طريق جبل أدقس مدرج ضمن أولويات الطرق الفرعية، وسينفذ عند اعتماد المبالغ اللازمة له وفقا للأولويات المقرة.