حالُ جلِّ العاشقين لا يبعدُ كثيرًا عن حالِ قيس بن الملوح حين تعلّق ب«عامريته» وهو لم يزل صبيًا يرعى معها «البهم»، ولما شبّا تغير الحال، فلم يجد «العاشق» غير تمنِّي المستحيل ببقائهما وبهمهما صغارًا أبد الدهر: تعلّقتُ ليلي وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجمُ صبيان نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر ولم يكبر البهمُ كم من الآمال المستمدة من العشق المتنامي يبنيها «الصغار» وحين يكبرون تقف العراقيل في طريق تحقيق ما أملوه، فلا يبقى لهم إلا البكاء على أطلالِ «حبٍّ» بذره «الزمن» في دواخلهم حتى استوى على سوقه فأتى «القدرُ» محاولاً اجتثاثه في لمح البصر، وهيهات أن يكون له ما يريد، فالحب الحقيقي جذوره تضرب في أعماق القلوب وتتشابك بأنياطها.. قد يستسلم أحد الحبيبين أو كلاهما لرياح «التغير» التي تهب محاولةً طمسه وإبادته فتفتح للعاذلين بابًا منه يدلفون ليزيدوا «التبن» سوءًا: وقد زعموا أني تغيرت بعدكم ومن ذا الذي يا عز لا يتغير على أنغام ناي التغيّر - الموحي بالفراق بعد الوعود والعهود المأخوذة من سراب الأمل - لا نسمع إلاّ شدو العاشقين بالشجن المؤلم، وحينها لا نملك إلا قولنا: لكم الله..! محمد السوادي