لا شك أن تراجع أرباح قطاع البتروكيمياويات بنسبة 30 % خلال العام الجاري يكشف عن حجم التحديات التي تواجه القطاع، بعد أن سجلت 20 مليار ريال خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. وهذه التحديات الكبيرة ترتبط بالدرجة الأولى بتراجع أسعار النفط، وانخفاض الاستفادة من بعض المزايا النسبية التي كان يتمتع بها على صعيد الطاقة على وجه الخصوص، لاسيما وأن الأعوام الأخيرة شهدت ارتفاعا في التكاليف مما يستدعى إعادة هيكلة القطاع للتركيز على الصناعات الدقيقة التي بدأت الحاجة تزداد لها في السنوات الأخيرة. ولا شك أن هذه التحديات التي تواجه البتروكيمياويات السعودية ليس محلية فقط، وإنما دولية أيضا بالإضافة إلى تصنيع الصين مادة بديلة لثاني أكسيد التيتانوم مما كان له آثار كبيرة على الشركات السعودية، كما تعتمد الصناعة حاليا على الفحم الصيني مما يقلل من عنصر المنافسة أمام المنتج السعودي، وكذلك دخول المنتجات الأمريكية دون ضرائب إلى أوروبا يؤثر على مستوى تنافسية المنتجات السعودية التي تفرض عليها ضرائب تصل إلى 7 % تقريبا. إن قطاع البتروكيمياويات بحاجة إلى إعادة هيكلة تأخذ بعين الاعتبار المستجدات في الأسواق والمنتجات التي تحظى بإقبال كبير، مع العمل على خفض التكاليف التشغيلية والرأسمالية في حالات التوسع المستقبلى.