حقق فيلم «أنا مع العروسة» الجائزة الذهبية لمهرجان الجزيرة الحادي عشر للأفلام التسجيلية للمخرجين، الفلسطيني خالد الناصري، والإيطاليين غابريله دل الغرانده، وانتونيو أوغليارو. الفيلم يحكي التحضير لحفل زفاف بغية تهريب لاجئين فارين من جحيم الحرب السورية من إيطاليا التي وصلوا إليها بقوارب الموت إلى منافي الشمال الاوروبي الباردة. واوضح خالد الناصر أن الفيلم التزم في مرحلة من المراحل طرق اللاجئين، وهي المرحلة الأخيرة التي تبدأ بعد وصولهم إلى أوروبا، لكنه أبداً لن يُغيب المرحلتين السابقتين، وهما مرحلة الحرب «سبب خروج الناس من بلدانهم»، ومرحلة الطريق الأصعب الذي يراه شخصياً كخيط واهن بين الحرب والأمان. حيث يركب اللاجئون قوارب الموت. بعد عبور هاتين المرحلتين، سيظل أمامك طريق أخير وهو الوصول من أول شاطئ نزلت فيه إلى الدولة الهدف (الشمال الأوروبي) التي تظن أنك ستجد فيها الأمان الذي تبحث عنه، وهو طريق الفيلم. في هذه المرحلة يكون الخطر مبعثه إنساني داخلي، ويتعلق بالخوف من الخيبة الكبرى وقائم على هذا التساؤل: هل يعقل أنه بعد النجاة من الحرب ومن طريق يشبهها، وبعد الاقتراب من الحلم ألا يصل اللاجئون، وهم قاب قوسين أو أدنى من الوصول. هذه كانت لعبة الفيلم الحقيقية. الفيلم حصد عدداً من الجوائز العالمية والعربية، ففي أكتوبر الماضي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، وجائزة الوهر الذهبي كأفضل فيلم وثائقي لمهرجان وهران الدولي للفلم العربي. كما تسلم الفيلم في روما جائزة «nastri d'argento -الأشرطة الفضية» كفيلم العام، فضلاً عن حصوله على الجائزة الكبرى لمهرجان جنيف لحقوق الانسان، وغيرها العديد من الجوائز العالمية على مدار عام من عرضه في مختلف المهرجانات الدولية.