شدد الدكتور عبدالوهاب القحطاني أستاذ الإدارة الإستراتيجية وتنمية الموارد البشرية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، على ضرورة تركيز المملكة في قمة المناخ على تقليص التلوث البيئي من خلال استخراج النفط الصخري، مضيفا، أن النفط الصخري يتطلب عمليات كيميائية، مما يؤدي إلى تفاعلات في الصخور والتفكك، الأمر الذي يؤثر على جودة المناخ ونسبة التلوث في البيئة، داعيا إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الدول الداعمة لعمليات استخراج النفط الصخري في محاولة لتعويض البترول التقليدي. وأشار إلى أن الدول الصناعية تساهم إلى حد كبير في التلوث البيئي في العالم، مضيفا، أن الكثير من الدول الصناعية وضعت أنظمة وتشريعات للحد من عمليات التلوث البيئي، لافتا إلى أن تلك الأنظمة والتشريعات لم تسهم في الحد من حجم الانبعاثات، إذ لا تزال هناك عمليات تلوث كبيرة للغاية، مبينا، أن هناك العديد من الدول تتغاضى عن التلوث مثل الصين وغيرها من الدول الناشئة، لاسيما وأن استمرار المصانع في العمل بالطاقة الإنتاجية القصوى يمنحها القدرة على منافسة الدول الصناعية المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة و ألمانيا واليابان. وقال إن الدول الصناعية تسعى لرفع نسبة الضريبة نتيجة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الجو، حيث تقوم بممارسة الضغوط على النفط التقليدي وغيره من المنتجات التي تساهم في انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، مشيرا إلى أن الدول الصناعية تسعى إلى تجريم الدول النفطية عبر اتهامها بالمساهمة في تلوث المناخ، مضيفا، أن المملكة باستطاعتها ممارسة الضغوط على الدول الصناعية بالتركيز على النفط الصخري باعتبارها أحد الأسباب وراء زيادة التلوث البيئي على المستوى العالمي، خصوصا وأن هناك الكثير من الدول تتحرك للاستفادة من النفط الصخري. وأكد أن الولاياتالمتحدة لم توقع على بتروكول «كيو تو» إلا بعد فترة طويلة، مشيرا إلى ان المماطلة الأمريكية مرتبطة بالحصول على مكاسب اقتصادية في تأخير تطبيق الاتفاقية المذكورة، مضيفا، أن الكثير من الصناعية تحاول استغلال ملف التلوث في مصلحتها عبر الضغط على الدول الناشئة، مبينا، أن هناك فجوة كبيرة بين الاتفاقات الموقعة والتطبيق على الأرض، فهناك الكثير من الدول الصناعية تمارس نوعا من النفاق والتهرب من تطبيق الاتفاقات بالشكل الصحيح وبشكل تام. وذكر أن الدول المنتجة للنفط التقليدي قادرة على استغلال ورقة النفط الصخري وانعكاساته على البيئة، مشيرا إلى أن النفط الصخري يمثل أحد الأسباب وراء استمرار الانبعاثات في المناخ، وبالتالي فإن الدول المنتجة للبترول التقليدي قادرة على ممارسة المزيد من الضغوط على الدول الداعمة لاستمرار عمليات التنقيب وأنتاج هذا النوع من الطاقة على المستوى العالمي.