لا يفصلها عن جدةومكةالمكرمة غير بضعة كليومترات لا تزيد على 20، وبرغم قرب المسافة إلا أن بحرة لا تزال تنظر إلى الأفق للحاق بركب المدينتين مستفيدة من تاريخها العريق كمحطة تجمع لقوافل الحجاج والمعتمرين وقد كتب عن ذلك كثير من المؤرخين، إذ سميت قديما ب(القرين) نسبة إلى جبل صغير كما ذكر ابن جبير. وسميت بحرة نسبة لبئر غزيرة وواسعة جاء ذلك في معجم معالم الحجاز لعاتق البلادي. وللأهالي في بحرة حزمة من الأمنيات والأحلام في تسريع المشاريع المتوقفة وذات الحالة تنطبق على حداء، وقالوا ل (عكاظ) انتظرنا إكمال المشاريع وإنشاء أخرى جديدة.. ولعل أهم الأمنيات معالجة تقاطعات طريق مكةجدة القديم الذي حصد أرواحا عزيزة بظلامه ووعورته، والحل يكمن إما في معالجته أو إغلاقه نهائيا. كما أن بعض السكان ما زالوا ينتظرون خدمة التيار الكهربائي أسوة بمدن أخرى نالت حظها من الإنارة. وليس بعيدا عن أمر خدمة التيار معالجة أمر لجان التعديات التي هدمت منازل بعضهم ولا تسمح لهم الظروف بتشييد منازل أو شراء بيوت في جدةومكةوبحرة. القطار ومعابر السيل إن المتابع لأوضاع بحرة والقريب من أحلام سكانها لا يتجاوز أمر مشروع القطار الذي قسم بحرة القديمة إلى نصفين وأغلق ممرات السيول - كما يقول بعض سكانها - إذ وضعت العبارات في مواقع غير مناسبة فضلا عن أن فتحاتها صغيرة ولا تستوعب حجم السيول المتدفقة وهو أمر غير مسار السيل القادم من وادي كتانة ووادي ضاف الذي يصب في وادي فاطمة جنوببحرة. وبنظرة سريعة تبين أن البيوت الواقعة شمال طريق العين في بحرة المجاهدين تعرضت للانهيار إثر السيول وأصيب شخص ما زال يعاني من الكسور ورحيل طفل في حداء. تجار المواشي والدلالون في حلقة الأغنام يطالبون بإنشاء مقر لهم بدلا عن الموقع البعيد جنوب حداء الذي يفتقد الخدمات وغير مجهز وقريب من الصرف الصحي بما في ذلك من أضرار على الإنسان والبيئة.. وينتقد السكان نقل بعض الخدمات من بحرة إلى طريق الجموم البعيد ويأمل الناس هنا إبقاء الخدمات في مكانها. جسر الطالبات بحداء بعودة سريعة لأوضاع طريق بحرة الرابط بين جدةومكةالمكرمة تبين نقص خدمات السلامة وغياب اللوحات الإرشادية وكثافة الناقلات التي تختار الوقوف على جانبي الطريق، خصوصا في محيط بحرة المجاهدين، وسجل طريق بحرة عدة حوادث بسبب عدم استكماله، حيث تم تنفيذ قرابة 3 كلم وتوقف العمل ليصبح الطريق مصيدة لكل عابر، فضلا عن التقاطعات العشوائية التي تسبب قلقا للعابرين بسبب ضيقها، إذ لا تحتمل مرور سيارتين في آن واحد، واتهم السكان الجهات المعنية وذلك لعدم التخطيط الجيد. كما تزيد المشاق الشاحنات المتوقفة، واقترح الأهالي تحويلها على طريق العين القادم من حداء الى الإشارة الضوئية. ومن الأحلام في بحرة أيضا تنفيذ جسور للمشاة في بحرة المجاهدين وآخر في حداء تعين الطالبات على التنقل من منازلهن إلى المجمع التعليمي شرق حداء على طريق مزدحم بالحركة والشاحنات. صكوك البيوت القديمة من الطموحات في بحرة إنشاء مستشفى يخدم قرابة 100 ألف نسمة، فهناك مركز واحد في بحرة القديمة، أما بحرة المجاهدين فلا يوجد غير مركز للرعاية الأولية للحرس الوطني.. ولا يقدم هذا المركز الخدمة العلاجية إلا للحالات الطارئة والحرجة وبرغم حاجتهم الماسة إلى منشآت صحية يشكو السكان من التلوث الناتج من المصانع القريبة، حيث أحال التلوث خزانات المياه الى اللون الأحمر، ويلاحظ انتشار حالات الربو بين الأطفال وكبار السن، ولم تترك المصانع وتلوثها الحديقة القريبة من مبنى البلدية على حالها فهجرها الأهالي إلى حدائق جدةومكة. ويلاحظ كذلك حدوث تصدعات في المنازل بسبب فقر بحرة لشبكة الصرف، إذ تتدفق المياه من عمق الأرض لتخلق مستنقعات وبؤر لتوالد الحشرات. أما أصحاب المنازل القديمة الذين تملكوها من آبائهم وأجدادهم فقد طالبوا باستخراج صكوك لها، خصوصا أنهم استكملوا كل اشتراطات البلدية والمالية.