«الحال لم يتغير منذ سنوات» داخل حي الخالدية في قلب نجران، الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول عدم التفاتة الجهات الخدمية لإنقاذ الحي من العشوائية المسيطرة عليه ونقص الخدمات وكثرة العمالة الوافدة التي ما زالت تسرح وتمرح في شوارعه الرئيسية. ورغم أن حي الخالدية يعتبر واجهة لمدينة نجران بالنسبة للقادمين والزوار من خارج المنطقة عبر مطار نجران أو القادمين من جهة عسير، إلا أن هذا الحي أصبح في طور النسيان وبات القصور في الخدمات البلدية وسوء تنفيذ المشاريع السمة البارزة فيه. وفي جولة ميدانية ل«عكاظ» داخل الخالدية، برزت الجملة الشهيرة على لسان عدد كبير من الأهالي مرددين «ما زلنا نعاني» لتعكس حالة من التشاؤم والإحباط، فيما أبدوا تذمرهم من الحال الذي هم عليه في ظل تهالك الشوارع الداخلية وغياب الإنارة فضلا عن طفح المجاري وانتشار البعوض. ويرى فهد محمد أن شوارع الحي تمثل الهاجس الأكبر الذي يؤرق الأهالي بسبب كثرة الحفريات وسوء السفلتة، مبينا أن العشوائية تسيطر على أغلب مشاريع الحي بسبب عدم التنسيق بين الدوائر الخدمية في وضع آلية لأولوية تنفيذ المشاريع، مما تسبب في سوء الطرقات وانتشار الحفريات بسبب إزالة الطبقات الأسفلتية عدة مرات، إضافة إلى غياب الصيانة وعدم متابعة المقاولين الذين يقومون بتنفيذ هذه المشاريع مطالبا الجهات الخدمية بردم هذه الحفريات التي باتت مصيدة للمركبات، مؤكدا أن حال الحي ظل كما هو لم يتغير منذ سنوات وما زال الأهالي فيه يعانون. ويركز محمد اليامي على ضرورة إيجاد حل عاجل لتخليص أهالي الحي من كثرة تواجد العمالة الوافدة الذين باتوا يشكلون خطرا على الأهالي، فضلا عن إزعاج معداتهم المتكرر، مبينا أنه في نهاية أيام الأسبوع يقومون بالتجمع في شوارع الحي وطرقه الداخلية لإيقاف المركبات وعرض خدماتهم فضلا عن تسبب البعض منهم بازدحام مروري عند مداخل الحي بشكل يومي، حيث يقومون بعرض منتجاتهم في سيارات جائلة، مؤكدا أن ما يزيد الوضع سوءا هو استخدام البعض منهم لمواقف السيارات في جامع الحي من أجل إيقاف «الدينات» لغرض الحصول على الزبائن في مشهد يخدش روحانية هذا المكان، مناشدا الجهات المعنية بتخليص الحي منهم لما يسببونه من أخطار على الأهالي. وأشار مانع محمد إلى أنه الحي لا يواكب موقعه المتميز، بل بات في طور النسيان وأضحى يفتقر للعديد من الخدمات البلدية كالإنارة والرصف، ويعاني كذلك طفح المجاري فضلا عن انتشار البعوض به بسبب غياب فرق الرش عنه، بالإضافة الى تواجد كبير من العمالة المخالفة التي تصول وتجول بالحي دون أي مراقبة من الجهات المعنية، رغم المطالبات العديدة لنا بمتابعتهم، مبينا أن الحي يعاني من ضعف شبكة الهاتف الجوال والإنترنت مطالبا الجهات المعنية بالتفاتة جادة وتحقيق مطالب الأهالي بتوفير الخدمات.