نحن أشبه بمن ظل يحلم بكابوس فواصل استرخاء أطرافه عل النوم الطويل يخلصه من ذلك الكابوس. هذه أقرب صورة يمكن المهادنة معها لكي نستوعب ما يحدث من مواجهة مع الأفكار المتطرفة. وحينما تعلن وزارة التعليم بأنها وضعت مكتبات المدارس تحت المجهر فإن الإعلان ما هو إلا ململة النائم للتخلص من كابوسه. ولأن هذا القرار لم يكن مبادرة من الوزارة وإنما تنبيها من وزارة الداخلية لوجود (بعض مكتبات المدارس تحتوي على كتب تتبنى فكرا مخالفا للوسطية وتحريضا وتهيئة لتشويش أفكار المبتدئين مثل كتب ومنشورات الجماعات الحزبية وأصحاب الفكر الضال، عليه تشكل كل مدرسة لجنة لمراجعة الكتب والمطبوعات في المكتبات ومراكز مصادر التعلم داخلها وسحب الكتب الممنوعة). هذا التنبيه ربما لو لم يصل إلى وزارة التعليم لظل الحال على ما هو عليه.. فمحاربة الإرهاب حملت ثقلها وزارة الداخلية ولم تتكاتف بقية الوزارات كما يجب من أجل اجتثاث الإرهاب أو الوقوف ضد زحفه مهما كان ذلك الزحف. وللأمانة هناك جهات متعددة لازال بها بقية أفكار متطرفة ربما تجمدت قليلا بحكم الوضع العالمي وموقفه من الإرهاب إلا أننا نغض الطرف عن كثير من الأفكار المتطرفة بينما هي تنخر في البنية الفكرية للمجتمع. وإذا كانت الوزارة التفتت مؤخرا إلى المكتبة المدرسية فإنه التفات متأخر جدا ولا أريد أن أقول الجملة الشهيرة (أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا) إذ أن هذه الجملة بها نقص في اللوم وتماش مع حالة المنتظر اليائس... بينما في المؤسسات يكون التأخير إشارة إلى القصور وغياب المتابعة وتواضع الأداء.. ولو ظللنا في وزارة التعليم من أجل أن نشد على يديها للمجيء المتأخر فإننا لن نستطيع أن نسامحها على عدم مراجعة العقليات التي تتبنى الفكر الإرهابي وتقوم بزرع بذوره في عقول الناشئة وأعتقد أن هذه هي المهمة الأصعب. وهذا الأمر لا يقتصر على بعض المنتمين لوزارة التعليم بل الأمر شامل مما يعني أن محاربة الفكر المتطرف تكون من أولويات كل جهة، ووزارة الداخلية ليست ملزمة بأن تنبه كل جهة منفردة. ولمن يعشق لعبة الضومنة أقول سوف أقفل اللعبة بالشيش: أحدهم يربي أبناءه للسير على خطى قادة تنظيم القاعدة، يقول لأبنائه: عليكم بالسير على أثر فلان وفلان و.. و..و... إذن علينا أيضا الانتباه للأسرة المنتجة للفكر الإرهابي..